الأربعاء، 31 أغسطس 2011

ايران تحاكم روسيا في المحكمة الدولية





قدمت ايران يوم الثلاثاء30أغسطس دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية لإجبار روسيا على الإيفاء بالتزامها وتسليم نظام الدفاع الجويS - 300PMU بموجب العقد المبرم بينهما في العام 2007م والبالغة قيمته800$ ، لكن روسيا تشير الى ان سبب عدم تسليم الصفقة هي عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران بسبب برنامجها النووي.

والحقيقة ان تدهورا في العلاقات الثنائية بين البلدين كان له دور كبير في ذلك التأخير...والمعروف ان روسيا هي المورد الرئيسي للأسلحة لإيران ، كما ان روسيا هي التي بنت المفاعل النووي في بو شهر ، وذلك على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة المتكررة.

وحاليا فان النظام المضاد للصواريخ البالستية يعد رهينة لدى روسيا التي استلمت170مليون دولار في ديسمبر2007م كدفعه مقدمه عند توقيع العقد ،وروسيا تتطلع في الوقت الحالي الى الدول الغربية لحاجتها الى تحديث القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية الخاصة بها ، لذا فمن غير المرجح ان ترضخ لضغوط من طهران في نزاع قانوني يمكن أن يستمر سنوات.

هذا النظام يعد احد أفضل النظم في العالم للدفاع الجوي ، ويحتل المرتبة الثانية بعد نظام الباتريوت الأمريكي ، وفي حالة انضمامه للدفاعات الجوية الإيرانية فانه سيكون إضافة هائلة حول المنشآت النووية الرئيسية الإيرانية ، حيث تزيد مسافته عن 100 كيلومتر على علو منخفض ومرتفع ، مع العلم ان الدفاع الجوي الإيراني حاليا يعتريه ضعف كبير للتصدي لأي تهديد جوي غربي ..بل انه يمكن للطائرات الإسرائيلية اختراق المجال الجوي الإيراني من دون متاعب كبيره مع احتمال وجود خسائر بسيطة .

الخلاصة ....ايران تخسر حلفائها وأصدقائها يوما بعد يوم ، وهي التي تحرض على امن الدول ، وتثير المشاكل بين نسيج البلد الواحد ، وتستهتر بالمجتمع الدولي ، ولكن ما استطاعت استثماره من أموال لم يكن كافيا لإبقاء الأصدقاء معها وحولها ، فها نحن نرى ان سوريا تصارع من اجل بقاء النظام فيها على الرغم من مليارات الدولارات الإيرانية لدعم الاقتصاد السوري المنهار ، وحزب الله يعاني داخليا ومن أثار قرارات المحكمة الدولية والخوف مما يحدث في سوريا الرابط الاهم بإيران... وحماس الحوثيين بدءوا في البعد عن ايران ولو قليلا .. كما اننا نرى ان الأموال الطائله التي دفعتها لأسلحة قد تشعرها قليلا بالأمن لم تجلب لها الا مزيدا من المتاعب ..والشرخ الكبير الذي سعت دوما الى توسيعه بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي يصعب رتقه ...

الغريب ان ايران معادية الغرب والأنظمة الغربية عموما تلجأ لنظام غربي لاستعادة حق تراه اغتصب من قبل صديق يعد استراتيجيا مهم للغاية ...

                                محمد بن يحي الجديعي
                            الرياض 31 اغسطس 2011م


ليست هناك تعليقات: