الجمعة، 5 أغسطس 2011

ميكافيلي حاضراً في ربيع الثورات العربية




حياة الأمم والدول هي في تصاعد مستمر حتى تصل الى تمامها ، وقد تستمر لبعض الوقت ثم تبدأ في النزول حتى الزوال ، ويقول ابن خلدون "الدول لها دورة حياة مثلها بالضبط مثل الإنسان.. أي أنها تولد، ويقوى عودها وتشتد، وتهرم، ثم تموت." والشعوب في وقتنا الحالي لم تعد كما كانت ..فقد غيرة ثورة الاتصالات والمعلومات والمواصلات أفكار تلك الشعوب وعرّفتها الاختلافات بين الدول والنظم ...لكن للأسف لم يلحظ الكثير من قادة الدول العربية تلك الحقائق الواضحة للعيان ....وكانت النتيجة ما نراه حاليا من ثورات وحراك متنوع ...

وأنا أشاهد محاكمة القرن كما سماها الإعلام المصري ، تذكرت مقولة لميكافيلي في كتابه المعروف "الأمير" حيث قال [ان الناس بصورة عامه ..ناكرون للجميل متقلبون ، مراءون، ميالون الى تجنب الأخطار ، شديدو الطمع ...وهم الى جانبك طالما انك تفيدهم ، فيبذلون لك دمائهم وحياتهم وأطفالهم وكل ما يملكون ، طالما ان الحاجة بعيدة نائية ، ولكنها عندما تدنوا يثورون ومصير "الأمير" الذي يركن الى وعودهم دون اتخاذ أية استعدادات أخرى الى الدمار والخراب ].. بالفعل كان منظر الرئيس المصري محزن جدا ، وهو الذي ملئ السمع والبصر على مدى ثلاثة عقود (سواء سلبا او إيجابا) ، وعندما تحرك الشارع لم يراعي شعبه تاريخه الطويل ولا انجازاته ولا حتى عمره الكبير ومرضه ، وجعلوه مثار للشفقة وهو جزء من تاريخ مصر لا يمكن شطبه.

كما قال ميكافيلي في مكان آخر من الكتاب [عندما يضطر الأمير الى سلب إنسان حياته ، عليه ان يتوخى المبرر والسبب الواضح لذلك ] ....وهي مقولة يمكن تمعنها مع متابعة ما يحدث في ليبيا وسوريا ..ويتضح تماما ان الحكومات هناك بالغت كثيرا في القتل دون مبررات كافية أمام شعوبها وعقلاء مواطنيهم ثم أمام الرأي والمجتمع الدوليين ...

ميكافيلي بالفعل منظر سياسي من الطراز الأول ...ومن رغب في فك الكثير من طلاسم الفوضى العارمة في منطقتنا فما عليه الا قراءة كتاب هذا الرجل الداهية ....مع انه كان عنصريا لأبعد حد ...وانا لا أحبه في هذا الجانب ...



محمد بن يحي الجديعي

الرياض ..04 رمضان 1432هـ



هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
حقيقه مدونتك جدا ممتعه ورائعه حقيقه مواضيع شيقه مضحكه معلومات فائده كبيره يعني الي يقرا يستفيد ولا يمل منها،

سبحان الله ،

فرق بينك وبين اخيك المتشدد



تقبل مروري



فهد الشهري

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

الاخ فهد الشهري ..تحية عطره ، واشكرك جزيل الشكر على مرورك على ضفاف مدونتي المتواضعة التي آمل ان تحوز دوما على رضاكم بالمفيد فيها من معلومات ...اما التشدد ياعزيزي فذلك طبع الكل يمقته ...تقبل تحياتي .

غير معرف يقول...

سوريا الى اين
ان المتتبع للاوضاع التي تدور في سوريا الحبيبه ليقف حائراً وعاجزاً عن القدرة في التخيل لما ستسفر عنه الأيام المقبلة لهذا البلد , فالمظاهرات مستمره والقتل مستمر والتشريد مستمر والضغوط الدولية مستمرة .... ولا احد يعلم الى اين الا الله سبحانه وتعالى الذي نتوسل اليه وندعوه ان يلطف بالمسلمين هناك , فصور القتل التي تطالعنا بها القنوات الاخباريه تقشعر لها الابدان وتدمع لها العيون ان ترى اخوان لك يقتلون ويمثل بجثثهم ابشع التمثيل ولا تسطيع ان تفعل لهم شي سوى الدعاء ...... ولكن دعونا نركز الضوء على بعض النقاط التي من خلالها قد تتضح لنا الرؤيا ولو قليلا عن الكيفية التي من الممكن ان تسير بها الامور خلال الاشهر القادمه ونطرح ثلاث خيارات من الممكن ان تسير وفقها .... وما سأكتبه لا يمثل سوى رأي ووجهة نظر الكاتب فقط ... فليعذرني من لم تتوافق رؤيتي مع توجهاته ونظرته........
ان النظام السوري ومع الاسف دخل في الدائرة الايرانية منذ فترة ليست بالقصيره واسباب ذلك معروفة للجميع فايران ذات الطموح الفارسي للعب دور في الاقليم وجدت ضالتها في النظام السوري فعن طريق النظام السوري استطاعت ايران الاتصال مع ذراعها القوي في لبنان ( حزب الله ) ومده بالاسلحة والعتاد لاستخدامه وقت الحاجه لخلق الازمات في المنطقة وبما يتناسب مع مصلحة ورؤية اخواننا في ايران , ولعب المسرحية الهزليه مع اسرائيل والتي اصبحت مكشوفة للعيان ولم تعد تنطلي الا على عامة الناس , وعن طريق النظام السوري استطاعت ايران شق الصف العربي وتقسيمه الى دول ممانعه ودول اعتدال , وعن طريق النظام السوري ايضاً استطاعت ايران مواصلة تطويق العراق الحبيب وبمساعدة سخيه من الحزب الحاكم في العراق والذي جاء بمباركة ايرانيه كما نعلم , وعن طريق النظام السوري تحاول ايران تخفيف حدة عزلتها الدوليه عن طريق شريك لها تبث اليه همومها في الخفاء , وأخيراً وليس اخراً هذه ايران تكمل مسلسل حلقاتها بالتعاون مع النظام السوري ضد شعبه الأعزل وتدعمه بالسلاح والمال والرجال للقضاء على كل من يحاول زعزعته لعلمها التام ان زواله يقيض من فرص تحقيق طموحها الذي سبق وان اشرنا اليه في بداية المقال.......
الخيار الاول . من الممكن ان تجر ايران النظام السوري ومعه سوريا الى فلك عزلتها الدوليه وتضييق الخناق على شعبه الكريم وتزيد من مأساته وهذا مما سيزيد فرص النظام في فرض السيطرة الامنيه ويقلل من فرص نجاح المظاهرات كما حدث في ايران نفسها ويكتفي المجتمع الدولي بالشجب والاستنكار كعادته ,,, وانا شخصيا ارجح هذا الخيار.
الخيار الثاني. يقدم المجتمع الدولي على خطوة مماثلة كما فعل في ليبيا ولو انني استبعد هذا الخيار لعدة اسباب ندرج منها:ـــــــــ
1. سوريا ليست دولة غنية بالنفط كما هو الحال في ليبيا وتسطيع سداد فاتورة الحرب في حال تدخل الامم المتحده.
2. سوريا جارة لاسرائيل وحامية للجبهة الشرقية الاسرائيليه وأي زعزعة امنية في الاوضاع السوريه قد يدفع بالجماعات المعاديه لاسرائيل بالتسلل عبر هذه الجبهه للدخول الى اسرائيل وهذا خط احمر يجب على الامم المتحده او أي قوة تريد التدخل في سوريا مراعاته.
3. الاحداث السوريه تقع في منطقة ملتهبة اصلاً واي تدخل عسكري جديد يجر المنطقه بكاملها الى عالم المجهول فلا احد يستطيع التنبؤ بتبعاته.
الخيار الثالث . رجوع النظام السوري الى رشده ويرى بشاعة مافعله بأهله وينظر اليهم كاطراف مشاركين في الحكم وليس عبيدا منفذين ويطرح مزيدا من التنازلات للوصول الى حل عادل ووسط يحقق رغبة جميع الاطراف ويصغي لنداء الحق الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والذي طالب فيه بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، وطرح وتفعيل إصلاحات يحققها الواقع.
الاخ ابومحسن آمل تقييم المقال

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

اشكرك على المشاركة والقراءة الرائعة للوضع السوري ، والوضع الاستراتيجي المحيط بهذا البلد العزيز، وانا ارى انك مشروع محلل ممتاز ومن العيار الثقيل ، المهم الاستمرار ومراجعة ماكتبت واستخدام علامات التوقف ...اما المضمون فاقل ما يقال عنه انه رائع بالفعل ، وكما ذكرت فهي وجهة نظر ولا احد يستطيع الغاء فكرة انت تعتقدها فهي ملكك وليس بالضروره ان تتفق مع غيرك فيها ...ارجوا ان لا تتوقف عن الكتابة فهي تصقل قدراتك وتنميها ...تقبل خالص تقديري..

غير معرف يقول...

السلام عليكم


تحياتي ابو محسن ،حقيقه انت تجيد فن التسليك ههههه

حلوه محلل ممتاز من العيار الثقيل وهقت الرجال صدق نفسه مقاله رايح فيها حقيقه ،اسف ع الوقاحه بس وربي ميت ضحك وانا اقرا
،تحياتي
هههههههههههههه


فواز

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

الاخ فواز ..تحية طيبة ..ما قلته ليس وقاحة بل هي وجهة نظر لها من كل الاحترام ،وربما انك رأيت بالمقال ما لم الحظه ..ولكن ما قلته ايضا هو وجهة نظر ..لاحظ انني تطرقت لبعض الامور في المقال لكن لا زلت عند رأيي ان صاحبنا هو مشروع محلل ممتاز للاحداث ..لاحظ ايضا اننا شعوب لا تقرأ وان قرأنا لا نعبر عن ما بدواخلنا ..فمجرد المحاولة تعد رائعة وخطوة ممتازه ...اشكرك يا صديقي على مرورك الكريم الذي طالما اسعدني ...تقبل تحياتي .

غير معرف يقول...

اسعد الله مساك ابو محسن وشكرا لك على المرور وهذه الكلمات الرائعه والراقيه وشكرا لك على الاطراء الذي اتمنى ان استحقه ...... ننتظر منك المزيد

غير معرف يقول...

تناولت صحيفة الاندبندنت الاوضاع في سورية في اعقاب جمعة اخرى من المظاهرات والتي شهدت مقتل 16 شخصا على الاقل واصابة المئات في مظاهرات يوم امس والتي اطلق عليها نشطاء المعارضة جمعة لن نركع .

وتنقل الصحيفة عن الباحث الامريكي في الشؤون السورية جوشوا لانديس ان واشنطن تسعى الى دفع الدول الاوروبية وغيرها من الاطراف الدولية لتولي زمام المبادرة في مواجهة الاسد ومطالبته بالتنحي عن السلطة.

وفي سياق المقالة طرحت الصحيفة السيناريوهات التي يمكن ان تتطور فيها الاضاع في سورية وكلها لا تبدو لصالح استمرار اسرة الاسد في الحكم او تماسكه في حال نجاته من الازمة الحالية.

واول السيناريوهات هي نجاح النظام في القضاء على الاحتجاجات واستعادة السيطرة على الاوضاع والبدء بحملة قمع واسعة في المناطق التي كانت تمثل معاقل للاحتجاجات لكن فرص نجاح الاسد بذلك تبدو ضئيلة وحتى لو استمر الاسد في البقاء في الحكم فان سورية تغيرت الى الابد.

وحسب رأي الباحث في الشؤون السورية اندرو تابلر حتى لو نجح الاسد في اعادة الجني الى القمقم فان الاحتجاجات اظهرت انه سيخرج مرة اخرى وهذا السيناريو يحمل في طياته الفوضى الداخلية .

اما الثاني فهو انهيار مفاجىء للنظام وهو مستبعد لان ذلك يتطلب تفكيك قاعدة دعم النظام في اوساط الطائفة العلوية التي ينتمي اليها ولا يوجد ما يدعو الموالين للنظام من هذه الطائفة الى التخلي عنه. وحسب رأي لانديس هذا امل يراود الجميع لكنه غير وارد فالانظمة تنهار عندما لاتثق النخب فيها و لم نرى العلويين يلقون اسلحتهم ويفرون الى معاقلهم .

والسيناريو الثالث انقلاب عسكري من داخل النظام لكن المعارضة لن تقبل باقل من القطيعة التامة مع النظام.
...............
ابو محسن اسعد الله مساك
انظر ماكتبه الباحث الامريكي من سيناريوهات وبالذات الاول حيث يتوافق مع ماطرحته في مقالي السابق ... تحياتي لشخصك الكريم
ابو سلطان

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

الاخ الفاضل ابو سلطان ...السلام عليكم ورحمة الله ...اشكرك على اثراء الموضوع باضافة مميزه مستشهدا باراء بعض الخبراء ..ارجوا ان تستمر في البحث والاستقصاء للمعلومات التي هي اساس بناء الافكار مع بعضها البعض ..تقبل تحياتي