السبت، 23 أكتوبر 2010

استهبال العرب في بلاد الغرب




كنت في زيارة عاجلة الى عاصمة النور (باريس) في الأسبوع المنصرم ، لكن على الرغم من روعة هذه المدينة الجميلة وتعدد مناشطها الفكرية ومناديها الأدبية وأماكنها السياحية والتاريخية ، ومتعة السير على أرصفتها الواسعة الرائعة ، ولذة احتساء كوب قهوة منعش في جادتها الشهيرة التي لا يضاهيها أخرى في أي مكان آخر ....الا انه للأسف لا بد من منغصات ومواقف غير لطيفة تواجه كل من تواجد في هذه المدينة..ومنهاغلاء الاسعار وسلوك الأجانب ، فمنهم المتسولين والنصابين وساكني الأرصفة وغيرهم كثير ...

كما إنني شاهدت كما يشاهد الكثيرين غيري ان بعض العرب المتواجدين في الدول الغربية بشكل عام ، يمارسون النصب والكذب والغش ، وهم لا يقومون بذلك لجميع من يقابلونه او يتعاملون معه ، بل انه يحلو لهم ان يقوموا بذلك فقط عندما يكون زبونهم من دول الخليج ، فالأسعار فجأة تتغير او تختفي من على السلع ، لا اعرف حقيقة هل هم يقومون بذلك على اعتبار ان المواطن الخليجي لا يجادل ولا يفاصل وقد لا يدقق ؟ ام إنهم يرون ان هذا الشخص ليس جديرا بما حباه الله من نعيم ؟ وان ما ينتزعونه منه ليس الا ضريبة هم أحق بها ....

هم يستغلون حرص الخليجيين على عدم وصول الاختلافات التي تتم معهم الى سفارات بلدانهم ، التي لا تهتم كثيرا بأمور كتلك ، بل انها قد تلوم مواطنيها على تصرفاتهم ، وقد تصل الامور الى التخلي عنهم لو تطور الموضوع ليصل الى أبوب الشرط والمخافر ، وهو ما يضطرهم الى دفع الفواتير التي يتضاعف حجمها كلما زادت مدة المناكفة مع أولئك العُربان ...

كذلك فان السواد الأعظم من العُربان(رجالاً ونساءً) يمتهن أعمالا لا يمارسها الا القليل من غيرهم ، وهي من تلك الأعمال التي يندى لها الجبين خجلا ، وتحمر لها الأوجه حياءً ، ويصعب ان تراهم في الأماكن الثقافية والعلمية والمكتبات والأماكن السياحية التي يتلهف على الوصول إليها السياح الآخرين ...

ان بعضهم يمارس أعمالا لا تشرف أحدا ، والمصيبة إنهم لا يعون أنها معيبة عندما يبلغون بذلك (هكذا يبدو) ، وبالتأكيد فان الحكومات الغربية ترحب بهم لأنهم يخدمون السياحة في إعمال لا يمارسها المواطنون ..مع أنهم في أحيان كثيرة يشوهون الصورة الناصعة لمدن رائعة كباريس ....

لماذا يحدث كل ذلك ؟ أين دور الصحافة والإعلام ؟ أين جهود النخب والمصلحين ؟ متى يكف العرب في بلاد الغرب عن الاستهبال ....؟



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 23 أكتوبر 2010م





ليست هناك تعليقات: