الاثنين، 30 يونيو 2014

ما اجمل نفحاتك يا رمضان .......






في رمضان الخير يتغير كل شيء ، تتغير مواعيد النوم ومواعيد الافاقه منه ، مواعيد الزيارات ومواعيد التسوق ...مواعيد الأكل مواعيد العمل ، وكل المواعيد يعاد برمجتها بطريقه تتناسب مع هذا الشهر الكريم ..

كنت كل صباح انتظر فنجان قهوتي السمراء اللذيذه ، والقهوه لها طقوسها في التقديم والارتشاف .. . لها لونها وطعمها ونكهتها حسب مزاج شاربها ...فهناك من يحب ان تقدم له بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها دلة القهوه ، وفناجين فقط وربما حبتي تمر ، او تقدم الصينيه مع اقداح قهوه فارغه وسكريه وكوب ماء ، وربما صحن صغير من الحلويات ...وهناك من تقدم له القهوة جاهزة في فنجان ، وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر ... وكوب فيه ماء ( يقال بان القهوه كانت المشروب الذي يدس فيه السم دائماً لقتل الخصوم ، وان ذلك الماء هو وسيله لفحص القهوه ان كانت مسمومه ام غير ذلك ... فإذا أضيف قليل من الماء في فنجان القهوه وظهرت رغوه كثيفة فذاك الفنجان مسموماً ...) 
اما انا فتقدم لي القهوه الكولمبيه اللذيذه التي تملىء ارومتها المكان صباحاً ويومياً ولا يسبقها الى معدتي اي شيء .. ولا يكسر تلك العاده الا شهر رمضان ... والغريب ان القهوه لا تخطر على بالي مطلقاً في هذا الشهر الا بعد صلاة المغرب وتناول وجبة الافطار ..انها نفحه رمضانيه لذيذه ...

رمضان صُمته مراراً خارج بلدنا الغالي ، وعلى الرغم من الأجواء الروحانية لهذا الشهر عندنا ، فالجميع صائم والاجواء مهيئه ، فان الكثيرين من أبناء الوطن المتواجدين بالخارج يحرصون على العوده الى ارض الوطن قبل حلول رمضان للاستمتاع بصيام الشهر في هذه الأجواء الرائعه بين أهلهم وذويهم ، الا ان الصيام في البلاد غير الاسلاميه يجعل من الصيام لذه من نوع آخر .. انها لذة الطاعه والخوف من الله سبحانه وتعالى والرغبة في ثوابه .. فالصائم في جهاد دائم مع الذات وصراع مع الجوع والضمأ فقط تنفيذا لواجب شرعي مفروض عليه ...وهذا شيء خاص برمضان ونفحاته ...

ليلة امس اتصل بي زميل من الرياض يشكوا من الزحام في المنطقة المحيطة بجامع الدكتور ياسر الدوسري ، وكان متعودا على المرور من ذلك المكان دائماً ، ولم يكن يعاني من الزحام كما حدث امس .. فقلت له يا اخي ذاك من نفحات رمضان .. ففي رمضان يتسابق الصائمين والمصلين بحثاً عن أماكن مريحه وجميله وعن قراءات عذبه ومميزه للاستمتاع بلذة الصلاة وقيام الليل وان طال ... وهذا لا يحدث في اي وقت غير رمضان ...
اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، واغفر لنا ذنوبنا يا ذا الجلال يا رب الأنام ...واغفر لوالدينا ومن سبقنا الى عفوك من أبناء الاسلام ...
بن جديع غفر الله له ... غرة رمضان ١٤٣٥ للهجرة ....

ليست هناك تعليقات: