السبت، 6 مارس 2010

كان الحديث ذو شجون...



كنت ليلة أمس الخميس الثامن عشر من ربيع الأول 1431هـ معزوما في مناسبة زواج ابنة زميل عزيز ، وبهذه المناسبة ( أتمنى لها ولزوجها حياة زوجية سعيدة ، وان يصلح الله لهما وفيهما ويرزقهما الذرية الصالحة) ...

لقد كانت ليلة جميلة على الرغم من الأجواء كانت مغبرة ومكفهرة الى أقصى حد خارج قاعة الاحتفال ، المهم انه استقبلني ذلك الزميل عند المدخل وأخذني الى مكان كان يجلس فيه الفنان المعروف محمد عمر ، الذي يوجد بينه وبين الزميل صلة اجتماعية ، المهم أنني جلست بجانب الأستاذ محمد الذي لم يفاجئني بأسلوبه في الحديث وثقافته الرائعة ورقي طرحة وأفكاره ، لم يفاجئني لمعرفتي المسبقة بأن جميع المبدعين (كتاب فنانين رسامين ....وغيرهم ) يتمتعون بإطلاع واسع وتجارب عريضة وخبرات متراكمة بشكل كبير ، كما أنهم يتميزون عن غيرهم بكثرة أسفارهم واحتكاكهم بطبقات متعددة من الأجناس ومختلفي الثقافات والعادات من الناس ....

لقد تحدثت معه في مواضيع متعددة ، فوجدته متابعا جيدا لكل الأحداث الثقافية والفكرية التي تدور على الساحة ، بل انه يحلل المواقف المختلفة بناء على ما يمتلك من معلومات وقراءات ، كما انه تبين لي ما يحمله من هم مجتمعي كبير ، فله رؤى جميلة في قضايا السلوك والقيم والتصرفات ، كما انه تحدث بإسهاب في احتكاك المجتمعات المنفتحة على البحار مع مجتمعات وعادات وقيم أخرى حيث التأثير المزدوج لكل المجتمعات المحتكة ببعضها .

اما في الجوانب الإنسانية فان تعاطفه مع شخص يرقد بمستشفى خاص في جده ، ومطالبات ذلك المستشفى بمبالغ كبيره يدل على الحس المرهف لهذا الرجل وقربه من أصدقائه ووقوفه بجانبهم في المحن في عصر طغت فيه النواحي المادية على الجوانب الإنسانية .

هناك جوانب جميلة في بعض المشاهير لا يحسنون تسويقها ، ولا يكتب فيها الكثيرين ربما لأن الحديث يتم دائما في الجوانب التي يهتم بها الناس مثل مشاريعهم او حتى الجوانب السلبية في تصرفاتهم ، ولكن الحديث عنهم كأعضاء في المجتمع بشكل عام او في مجتمعهم المحيط بهم ، او كمواطنين عاديين لهم رؤى وأفكار لا يتم التركيز عليها ، مع انها هامه جدا وقد تلقى آذان صاغية لما يتمتعوا به من شهره وقبول ...

الحياة جميلة لما فيها من تناقضات واختلافات ...فالجميل لا يكون كذلك لولا القبح ، والطيبة لا تكون كذلك لولا الخبث ، والأجواء اللطيفة لا تكون كذلك لولا السيئة...ولولا الحديث الرائع مع الأستاذ محمد ومقابلة بعض الأصدقاء الذين حضروا المناسبة ، وتناول وجبة العشاء معهم على طاولة واحدة ، لكانت الأجواء السيئة أفسدت ليلة خميس ننتظرها دوما ..تقبلوا تحياتي .

محمد بن يحي الجديعي

الرياض ‏05‏/03‏/2010

ليست هناك تعليقات: