الخميس، 6 أغسطس 2009

رحله الى مراكش

كنت في رحلة عمل الى المغرب ، وهي المرة الأولى التي ازور فيها المغرب ،هذا البلد الجميل ، وخلال فترة بقائي في الدارالبيضاء (كازابلانكا) سمعت كثيرا عن مدينة مراكش التي تتصدر المدن المغربية من حيث تردد السياح عليها ، تليها طنجة ثم أغادير ...فقررت انا وبعض مرافقي زيارة مراكش فقط لضيق الوقت ...واليكم مختصر لهذه الرحلة الجميلة ...
في يوم الخميس 06 شعبان 1429هـ , تحركنا في الساعه(9:45)صباحا من الدار البيضاء الى مراكش التي قررنا بعد سماعنا بجمالها الأخاذ ، وأنها قبله الغربيين في زياراتهم الى المغرب ، وفي الطريق مررنا بعدة مدن صغيره مثل سطات وبرشيد ابن جرير وغيرها ، وكان من اهم الملاحظات الأولية حسن ترتيب الخط السريع الذي يصل بين المدينتين ، فعلى الرغم من انه مسارين فقط في كل اتجاه ، الا انه نظيف جدا ولا يوجد عليه الا محطات وقود غاية في الترتيب ، وتحتوي على الخدمات الرئيسية التي يحتاجها المسافرين من مطاعم و بقالات وأماكن خدمة السيارات وخلافه .
في طريق العودة حان وقت الصلاة فدخلنا إحدى المحطات التي أدهشنا فيها حسن ترتيبها ونظافة المسجد والمرافق التي تخدمه , كما ان الفضول دفعني للدخول الى المطبخ الخاص بالمطعم , وقد كان بالفعل راقيا ونظيفا بشكل يضمن نظافة وجودة الأكل المنوع جدا في تلك المطاعم.
لاحظت على طرفي الخط السريع المساحة الزراعية الكبيرة ، التي تنتج الحبوب و الخضار بشكل كبير ، كما تمت ملاحظة زراعة البرشوم (كرموز بالمغربي) بطريقة مكثفة وبأشكال جميلة وبالأخص في المناطق الصحراوية ، بحكم انه لا يحتاج الى مياه كثيرة .






وصلنا الى مراكش في تمام الساعة 12 ظهرا ، وقد لفت الانتباه عدة أمور ومنها جمال المدينة والشوارع والمباني التي بنيت بطرازات غربية جميلة ومميزة ، مع انه تم الزام الجميع بلون صحراوي واحد ، فكانت مراكش بالفعل"وردة بين النخيل" كما هو التعبير لمعنى مراكش ، فهي تقع في واحات ومزارع كبيرة تظهر النخيل بجلاء أثناء الدخول الى المدينة ، كما ان حركة السيارات كانت كثيفة دون فوضى.





وصلنا الى وسط المدينة ، قريبا من الجامع الأثري الذي بناه يوسف بن شاهين ، حيث الساحة الكبيرة (ساحة الفنار) التي تقصدها السياح عاده لمشاهدة العروض المختلفة للثعابين السامة تحديدا ، حيث يتجمهر الناس ويتحلقون لمشاهدة الحركات و الممارسات التي يقوم بها أصحاب الثعابين ، وهذه الساحة محاطة بمحال تجارية متعددة ومقاه ومطاعم ، ويمكن للشخص البقاء لفترات طويلة قبل ان يتمكن من اكمال مشاهدة جميع الأنشطة هنا.




لكن من اهم المشاهدات هي الطريقة الجميلة و المثيرة لطهي اللحم هنا ، حيث نجد اللحوم المطهيه بطريقة "الحنيذ" المعروفه لدينا ، وقد الح زميل بان يكون غدائنا من هذا اللحم ، ولكن الوقت حال بيننا وبين ذلك.
حيث كنا نرغب في الطلوع الى إحدى قمم جبال أطلس المعروفة و تدعى (اوكايمدن ) ، وهي تبعد عن مراكش بحوالي ( 70 كم ) وقد لفت الانتباه في الطريق الشوارع الفسيحة الجميلة في مراكش مثل شارع ((فرنسا)) ، الذي اعيد تسميته بشارع محمد السادس ، وهو من اجمل الشوارع التي رأيت في اي مكان آخر في الدول التي زرتها ، حيث التشجير الجميل والاناره و الرصف المميز، كما ينتشر على جانبي الطريق الفنادق ذات الخمس نجوم وقصر المؤتمرات و المسرح الملكي ومحطة القطار ، كما يمكن مشاهدة المقاهي المتعددة و المطاعم الفاخرة ، وذكر لنا بأن هذا الشارع من اكثر الشوارع التي يرتادها السياح في المساء تحديدا ، و بالمناسبه فإن مراكش يسكن من بها عدد من الممثلين والمشاهير العالميين ، والمستثمرين الذي تتضح لمساتهم فيها ، ويمكن ملاحظة الحافلات الكبيرة التي تنقل السياح في أرجاء المدينة ، الطريق إلى (اوكايمديد ) تحفه المزارع الكبيره و المساكن الفخمة الى ان يبدأ الصعود الى اعلى الجبل ، والذي تنتشر فيه القرى بطرازها المعماري القديم ، التي يقطنها في الغالب ( البربر) وقد توقفنا أكثر من مره للحديث مع بعض الاطفال المنتشرين على جانبي الطريق ، الى انهم لا يتكلمون العربيه ، ولا اعرف هل هو حياء ام انه عدم معرفة اللغه ، لاننا عرفنا ان مدارسهم تدرس بلغتهم ، وانهم متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم بشكل كبير ، لكن طبيعة حياتهم تتركز على الزراعه المعتمدة على الإمطار في الري، وكلما ارتفعنا قليلا في ذلك الجبل لاحظنا ان التواجد البشري يقل ، إلى ان أوصلنا ذلك الطريق الملتوي الى مدينة صغيره في سفح جبل كبير تحيط به فنادق بنيت بهدف خدمة السياح شتاءً بالتحديد ،نظراً لان كثير من الرياضات تقام هنا مثل التزلج .



وقد شا هدنا مخيم كبير جدا وعربات بيضاء في مكان ما بأسفل سفح الجبل ، وقيل لنا بانه يتم العمل في تصوير فيلم أجنبي هنا.
وللعلم فانه يوجد بالمغرب مدينه صغيره سميت (هوليود المغرب) يتم فيها تصوير وإنتاج أعداد كبيره من الأفلام الغربيه .وقد سكن مراكش عدد من الممثلين العالمين والمنتجين الذين يعشقون هذه المدينة ، ومؤخرا توفي المصمم العالمي الشهير الفرنسي سان لوران في فرنسا ،ولكنه أوصى بدفنه في حديقة جميله في هذه المدينه .



قررنا بعد وصولنا قمه الجبل اخذ قسط من الراحه نتناول خلالها وجبه الغداء وقد كان ذلك ، مع ملاحظه اننا واجهنا صعوبة في التفاهم مع المسئولين في المطعم ، الذين لا يتكلمون العربيه ولا الانجليزية ، ولم يحل المشكلة الا صاحب الفندق وهو مستثمر فرنسي يتحدث الانجليزية .
في طريقه عودتنا توقفنا امام شلالات مياه جميله ، وكذالك لتذوق بعض الفواكه اللذيذة التي يبيعها بعض المزارعين ، وكانت من اللذة بحيث يصعب وصفها ، ولحسن الحظ فان الطريق الى الدار البيضاء مر بنا من الجهة الأخرى من مدينه مراكش التي رأيناها أجمل من المنطقة التي شاهدناها في قدومنا .
مراكش مدينه جميله استحقت منا عناء (12) ساعة ، ولوزرت المغرب في المستقبل لكررت زيارتي لهذه المدينة الرائعة ، وادعوا الجميع للتفكير في زيارتها في تستحق ذلك بكل تأكيد. تحياتي للجميع .


السبت 08 شعبان 1429هـ .

هناك تعليق واحد:

محمد مناع العمري يقول...

حمداً لله على السلامة.
واود ان اوضح ان اسم الشلالات التى في اسفل جبل وكيمدين تسمى شلالات ( اوريكيا) وانصح كل زائر للمغرب بزيارة مدينتين قد تكون من اجمل المدن المغربية وهي على الطراز الاندلسي الاوهي ( أصيلة ) و(شفشاون)
واتمنى لك رحلات قادمه اجمل واجمل