الجمعة، 4 يوليو 2014

الطابور الخامس.......


 

مصطلح يتم تداوله في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية ، وقد نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات ، وأول من أطلق هذا المصطلح هو الجنرال "اميليو مولا" أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد ، وكانت تتكون تلك القوات من أربعة طوابير من الثوار ، فقال حينها إن هناك طابورًا خامسًاً يعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال "فرانكو" ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية وهم يعملون من داخل مدريد ، ويقصد به مؤيدي الجنرال فرانكو من الشعب ، وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ، او الشرقي والغربي ...

المهم انهم عباره عن عملاء يتعاملون مع جهات خارجية من أجل كسب المال أو قد لهم انتماءات (فكرية أو عرقية أو دينية أو مذهبية) لذلك يتسللون للعمل في الأماكن الحساسة في الدوله كـالجيش أو في الأحزاب السياسية أو الإعلام أو مجال الصناعة والتجارة ، لتمهيد الطريق لغزو عسكري أو تدخل خارجي في إدارة الشئون الداخلية للبلاد..

هؤلاء قد يطلقون على انفسهم مسميات أخرى غير تلك المتعارف عليها ، بل قد ينعتون غيرهم بمسميات سيئة للغاية ، وأخطر هؤلاء الفئة هو من مكنتهم الظروف من الوصول الى سدة الحكم في بلادهم ، فلو نظرنا الى الحكومة الوطنيه الصينية المعروفه بتايوان والذين يعدون اقليه بالنسبة للصين الشعبيه لوجدنا الاعلام الصيني ينعتهم بالخونة المرتمين في الأحضان الامريكيه ، الى ان تخلت الولايات المتحدة عن دعم تايوان عام  1979م و قامت بقطع كل العلاقات الدبلوماسية مع تايوان وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك بينهما ، مع انهم في الواقع كانوا الحكام الفعليين لكل الصين .. وفي العراق حاليا يتواجد في الحكم مجموعه من العراقيين الذين احتضنتهم ايران سنين طويلة ، ولما حانت الفرصه لهم انقضوا على الحكم وبدؤوا ينعتون الآخرين بالخيانة ، وهم في الواقع يحكمون بلدهم بطريقه تخدم ايران والأوامر والتعليمات تصدر لهم من طهران ...فمن هم الخونة اذا ؟؟

في كل دول العالم يوجد اختلافات عرقيه او دينيه او مذهبيه ، وأخطر انواع التمييز هو إقصاء فئة لأي سبب كان ، والأفضل دائماً هو الاحتواء وإعطاءهم حقوق المواطنة حتى يؤدون واجباتها كما يجب .. وبعد ذلك عندما يلاحظ ان هناك تواصل مع أطراف خارجه فليس هناك من حل الا الحل الأمني ، فهذا النوع من التواصل يعد طابورا خامساً وهي خيانه وطنيه عظمى ...وفي جميع دول العالم عقوبة ذلك الإعدام او السجن المؤبد ...

محمد الجديعي ... غفر الله له ...

ليست هناك تعليقات: