الاثنين، 7 أبريل 2014

حب القرم لروسيا والعكس ، ومن الحب ما قتل...


بن جديع وهو يرقب المشهد في شرق أوروبا تذكر مشهدا تراجيديا في قصيده مشهوره حيث يقول الشاعر نزار قباني ... يخطُرُ لي أحياناً.. أن أجلدكِ في إحدى الساحات العامة.. حتى تنشر الجرائد صورتي وصورتك في صفحاتها الأولى ، وحتى يعرفَ الذين لا يعرفونْ.. ..أنّكِ حبيبتي...

تلك رسالة محب ، أفرط في حبه ، واصبح سادياً في تعامله مع من أحب ...فالجلد عقاب والساحه العامه فضيحه ، ونشر الخبر تشهير كبير وعلى رؤوس الاشهاد وصفحات الجرائد ..لكن الهدف بعد هذا العنف مجرد إثبات المحبه ، وهو هدف جميل ... لكني لا اعتقد ان الأسلوب هذا هو الحل ، وكيف سيهتدي من لا يعرف الحبيبين الى عمق العلاقه بينهما من ذلك الجلد ؟؟ ....

ولكن ...هل العلاقه الروسية القرميه تندرج تحت ذلك الباب ؟ هل جلد روسيا للقرم وضمها عنوه دليل عشق قديم ... ام انها المصالح ، وعبقرية الموقع الاستراتيجي ...وهل وعى المتظاهرون الاوكرانيون فداحة ما قاموا به من ضرر بأمنهم القومي ؟؟
دراسة البيئه الاستراتيجيه ( strategic environment ) لأي تحرك سياسي او رغبة في التغيير يجب ان يتم التدقيق في التبعات ...( consequences).... وردات الفعل الداخليه والدوليه التي قد تكون كارثيه ..وهو ما حدث في ذلك المشهد ...

بن جديع يقول ان مصالح الدول لا تعترف بالنواحي العاطفية ، وثبت عمليا نظرية عدم ثبات الحدود ... حيث انها متغيره باستمرار ، وكثير من المنظرين يستدلون على ذلك بما يحدث على واقع الدول .. فكم من دوله ظهرت بسبب تغير تلك الحدود ؟ وهي تتغير تبعا لتغير طبيعة البشر نفسها وولائاتها واحساسها بالظلم والضيم ...
هناك أسس يجب ان تبنى الكيانات السياسيه بناءً عليها ... شاهدنا في منطقتنا تغير الحدود في السودان ، وقريبا في اليمن وقد نشهد تغيراً قريباً في العراق وليبيا ....بن جديع غفر الله له .

ليست هناك تعليقات: