الجمعة، 25 نوفمبر 2011

حكايتي مع القهوه ...

القهوه تلك الحبوب الساحره ،التي كانت ممنوعة في العهد العثماني بفتوى صدرت ضدها ،حيث كانت تشن الحملات على المقاهي في مكه المكرمه فتكسر القناني وتراق على التراب ، ثم سمح بشربها في وقت لاحق بعد فتوى بجواز شربها ،هي تعمل بعدة طرق ، يضاف للبعض سكرا او نكهات مختلفه ...



اما بالنسبة لي انا ، فأنا أعترف بأنني من المغرمين جدا بها ..احبها سوداء مره ... امريكية او تركية ، زرتها في مزارعها ومعامل إعدادها ، احبها سواء كانت كولمبيه او جواتيمالية او برازيلية واموت حبا في الكوستاريكية والكولمبية والتشيلية ، انها لا تتعنصر لقاره فمنها الافريقية والاسيوية والامريكية ...لكنني احبها صباحا فهي اول ما يدخل معدتي ...وظهرا وعصر ففيها متعتي ...ولا انام الا على رائحتها الزكية...ان لم اشربها تعكر مزاجي ..وان تماديت في جفاها جاءني... صداعها اللذيذ ..فرأسي يعاتبني انني لم أعاقرها في ذلك اليوم ...اكوابها عندي متعددة ومتنوعة ، ولكل كوب حكاية وروايه ...احضرتها من كل الدول ...ولها ذكرى المقاهي التي ارتدتها ...مقاهي المدن الكبيره في الدول التي زرتها هي اماكني المفضله (في بكين وموسكو وسيؤول ومانيلا وجاكرتا ، في باريس ومدريد وواشنطن في لوس انجلوس ونيويورك وشيكاجو في سياتل وفرانكفورت وعمان في كوالالمبور ودبي والدوحة والمنامه والكويت في القاهره ومراكش وكازبلانكا...وغيرها وغيرها ..المقاهي هي وجهتي الاولى )، وعلى ضفاف الانهر تمشيت وفي المقاهي جلست واسترخيت ...وعلى اريكاتها احتسيت مذاقا مختلفا باختلاف طريقة اعدادها ، قرأت كتبا ومذكرات وقضيت امتع الاوقات ..ودونت افكاري وخواطري ، فيها قابلت بني الاصفر والاحمر ، قابلت معتنقي مختلف المذاهب والنحل والاعراق ...ذلك جزء يسير من حكايتي مع القهوه..

محمد بن يحي الجديعي ..الرياض (25 نوفمبر 2011م)



ليست هناك تعليقات: