الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الشرق الأوسط بين كبير وجديد


مقال قديم

 
ظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير في يونيو2004م ، وكانت الأهداف المعلنة للمشروع الامريكي إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية في دول المنطقة. وقد كان تقرير التنمية البشرية العربية عام(2003م) هو الأساس الذي اعتمد عليه المخططون للمشروع لطرح أفكاره ومن أهم أهدافه ما يلي:


1. تشجيع الديمقراطية وإجراء إصلاحات سياسية وزيادة مستوى الحريات وإعطاء المرأة بعض من الحقوق.


2. بناء المجتمع المعرفي والعلمي ، وردم الفجوة المعرفية مع دول العالم الأخرى ، مع منع نزيف هجرة الأدمغة العربية ، وإصلاح مؤسسات التعليم ودعم ترجمة الكتب الأجنبية.


3. توسيع الفرص الاقتصادية ، وجذب رؤوس الأموال ، وإقامة مناطق إقليمية لتشجيع التعاون وتسويق المنتجات.

وقد تصدت عدة دول في المنطقة لهذا المشروع ، على أساس أن الإصلاحات في الدول يجب أن تتم من داخل الدول نفسها ، وليس بناءً على املاءات خارجية لا تراعي الجوانب الدينية والعادات والتقاليد للدول المعنية ، كما انه تم طرح المشروع دون استشارة الدول المعنية ، مما يعني إلغاء فكرة وجود دول وشعوب لها الحق في تقرير مصيرها ، وكان من بين تلك الدول مصر, السعودية, تركيا, سوريا, لبنان , الكويت , الباكستان.



الشرق الأوسط أثناء حكم الدولة العثمانية


خارطة تبين دول الشرق الأوسط

يلاحظ من الخريطة ان الدولة العثمانية لم تكن تتواجد في جميع مناطق الشرق الأوسط ، مما يدعم فكرة ان العامل الاقتصادي كان هو المحرك الرئيسي لتواجد الدولة العثمانية في بعض المناطق . فلم تتواجد في منطقة نجد الصحراوية او منطقة الصحراء الكبرى في أفريقيا .


لماذا مشروع الشرق الاوسط الجديد ؟

الاعتقاد الراسخ بعدم تقبل مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ومقاومات التغيير التي بدت على تصريحات كبار المسئولين فيها ، ومنهم على سبيل المثال الرئيس المصري (محمد حسني مبارك ) ووزير الخارجية السعودي (الأمير سعود الفيصل ) وذلك في أكثر من مناسبة ، كذلك بطئ حركة التغيير التي تبنتها الدول داخليا علما انه قد بدأت حركه إصلاحات في مصر وتعديل لبعض فقرات الدستور المصري وأهمها المادة (76) ، كما تمت إصلاحات دستوريه وبرلمانيه في البحرين وقطر والجزائر وسوريا وليبيا والسعودية .

كان لمتابعة تغيير الحدود على مدى التاريخ من قبل المخططين والمنظرين الاستراتيجيين الأمريكيين ، دورا في التفكير لتغيير حدود دول الشرق الأوسط بناء على المبررات التي تم إيضاحها . حيث أن الدول المسيطرة والتي لها الهيمنة عالميا او إقليميا كانت دائما تقوم بتعديلات على حدودها او حدود الدول المجاورة لها. كما أن هيمنة المستعمرين على دول بعيدة عنها جغرافيا تنوي مغادرتها ، حيث لا تغادرها قبل أن تقوم بتغييرات كبيرة على الحدود لإيجاد المبررات والمسوغات التي تمكنها من فرض نفوذها حتى بعد فترة زمنيه . وفي العصر الحديث تغيرت الحدود في أكثر من مكان على الكرة الأرضية ، فقد تغيرت حدود ألمانيا بعد ضم الجزئيين مع بعضها ، وكذلك الحال بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والاتحاد اليوغسلافي او انفصال بعض المناطق وتشكيل دولا أخرى كما حدث في اندونيسيا او التشيك والسلوفاك وغيرها.

ولعل ما حدث في يوغسلافيا هو المحفز والمثال الأخير الذي يرى المنظرين الأمريكيين إمكانية إعادة تجربته في منطقة الشرق الأوسط. حيث كانت يوغسلافيا كما يظهر في الخريطة المرفقة تضم أقليات وأعراق مختلفة وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى مذابح عرقية رهيبة لم تتوقف الا بعد تم تفكيك الاتحاد اليوغسلافي إلى عدة دول .


خريطة يوغسلافيا قبل تقسيمها وتظهر مناطق التجمعات العرقيه والدينيه







بعض الدول التي نشأت على اساس عرقي او ديني


ما هو الحل لتفادي تقسيم المنطقة؟

 
1- الاهتمام بالمشاركات في الندوات وورش العمل التي تقام في مراكز الدراسات الإستراتيجية في الدول الكبرى. لمعرفة ما يدور في تلك المراكز من أفكار و خطط تتعلق بالمنطقة مع الاختيار الدقيق للمشاركين.

2- إيجاد ندوات ودراسات للدول المعينة في المنطقة لمناقشة كل القضايا التي تتعلق بها مع إيجاد آليات تنفيذ للتوصيات التي يتم التوصل لها.

3- احتواء الجماعات العرقية و المذهبية و الدينية بشكل يضمن عدم الأضرار بالأمن الوطني للدول المتواجدة فيها تلك الجماعات ، وعدم إعطاء أصوات التعصب الفرصة للنمو.

4- الحاجة إلى إيجاد فرص وظيفية لتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين ، وتحسين أحوال المعيشة في الدول المعنية مع تبادل البضائع و الأيدي العاملة بين تلك الدول.

5- الحاجة الى تحسين أداء الجامعات و المدارس, و إيجاد مراكز دراسات و ترجمة و قنوات حوارية جادة و الاهتمام بالفنون و الثقافة.

6- إيجاد قنوات حوارية بين الجماعات العرقية و المذهبية المختلفة داخل الدول و بين الدول نفسها.

7- ضرورة الانتباه لبعض الأحداث التي تجري في المنطقة و عدم الانجرار وراء رغبات بعض الجهات المؤدلجة أو العامة من الناس ، لمنع الانزلاق في فوضى مطلوبة للمنطقة ، وذلك لانتهاز الفرصة لتنفيذ مشروع إعادة الترسيم من قوى اكبر يهمها ذلك. و من تلك الأحداث ( القتل الطائفي في العراق – مشكلة لبنان- مشكلة فلسطين- مشكلة الصومال- مشكلة دارفور- قضية إعدام صدام- و غيرها) .


محمد بن يحي الجديعي

الرياض 02 ذو الحجه 1427هـ










ليست هناك تعليقات: