كنت أشاهد شخصا سوريا يدعى "طالب إبراهيم" يهدد بان سوريا ستفرض حظرا جويا على البحر الأبيض المتوسط ، وستقوم أيضا بفرض حظراً بحريا على جميع دول شرق البحر الأبيض المتوسط ، وعندما طلب منه المذيع إيضاح الكيفية ؟ قال إن هناك مفاجآت فوق الاستراتيجيات سيتم تطبيقها ..
كما إنني شاهدت النائب اللبناني وئام وهاب على قناة فضائية سورية وهو يهدد بقصف إسرائيل ب(1000) صاروخ سوري في أول ساعة يشن فيها اي هجوم عسكري على سوريا ... عندها قررت البحث عن أسس مثل هذه التصريحات التي أطلقها طبيب أسنان وصحفي غير متخصص في الشأن الاستراتيجي ولا سابق خبرة عسكرية لهما ... فوجدت ما يلي ...
الحروب التي سبق ان دخلت فيها سوريا هي في الغالب ضد إسرائيل ، وكانت الخسائر فيها جسيمه في الأرواح والمعدات في الطرف السوري ، مع ان أفدح الخسائر كان احتلال هضبة الجولان من قبل إسرائيل ، الذي تم في حرب الأيام الستة عام 1967م ولا تزال ترزح تحت الاحتلال حتى الآن ، وقد تمكن الطيران الإسرائيلي يوم 05 يونيه 1967 من تدمير ثلثي الطائرات المقاتلة السورية مما اضطر الثلث الأخر الى الهروب الى قواعد بعيده خوفا من التدمير ..
اما في حرب عام 1973 فقد قتل من السوريين 2500 جندي واسر 591 ، ودمر 500 دبابة سورية ، واسقط 130 طائرة مقاتلة منها 13 طائرة مروحية ...
لكن في حرب 1982م التي شنتها إسرائيل في لبنان قامت إسرائيل يوم 9 يونيه 1982 بشن حرب جوية على بطاريات الدفاع الجوي السورية المتواجدة في سهل البقاع اللبناني ، وقد شارك في المعركة عدد من الطائرات المقاتلة لدى الطرفين ، تمكن الطيران الإسرائيلي في نهاية المطاف من إسقاط 92 طائر سورية ، وتدمير 30 بطارية دفاع جوي دون أي خسائر لدى الطرف الإسرائيلي ...
حاليا سوريا تمتلك ما يلي :
ان الخوف على السوريين هو من هؤلاء الحالمين ، فهم لا يعرفون موازين القوى بالشكل الصحيح ، وآمل ان يعي المسئولين السوريين حقيقة الوضع الاستراتيجي في المنطقة ، ان الحرب لها أدوات ومتطلبات غير متوفرة لدى السوريين ولا تتوفر لجميع حلفائهم في المنطقة (ايران وحزب الله ) ، وحتى لو ظهر ان الروس يقفون الى جانبهم في هذه المرحلة فان مصالحهم مع الدول الغربية اهم بكثير من الوقوف مع الحلقة الأضعف في هذا الصراع ...يكفي كذبا واستغفالا لشعوب المنطقة ...وياما سمعنا عن قدرات حارقة خارقة من اعلام صدام اولا ثم القذافي ، وعندما حانت ساعة الحقيقة تبخر كل شيئ ....
محمد بن يحي الجديعي
الرياض (الجمعة 22 ذو الحجة 1432 هـ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق