السبت، 15 يناير 2011

بن علي لم يقرأ التاريخ جيدا...




التاريخ الحديث الذي يذكره الرئيس التونسي (بن علي ) جيدا يقول بان شاه ايران سقط في ثورة شعبية عارمة ، وهو الرجل القوي المدعوم أمريكيا ، والذي لم يكن أمامه الا الهروب الى خارج بلده الى أن توفي في مصر عام 1980م ، كذلك فان الزعيم الروماني (تشاوشيسكو) أسقطه الشعب بعد انتفاضه ضد نظامه استمرت خمسة أيام فقط قتل فيه الكثير من الرومانيين مع ان الرقم المعلن من الحكومة كان (1104) ، وبعد ان القي القبض عليه هو وزوجته اعدما رميا بالرصاص بعد محاكمة صوريه عاجلة جدا ...

ثم ان الزعيم التشيلي (أوغوستو بينوتشيه) الحاكم العسكري القوي أرغمه شعبه على التنحي من منصبه بعد ان رفض تسليم السلطة للرئيس المنتخب ...وقد عانى كثيرا من مطالبات دولية بمحاكمته على ما ارتكبه من مجازر بشعبه ..ولكنه في الأخير توفي بنوبة قلبية .

اما التاريخ الأقدم فمن قبلهم الزعيم الايطالي بينيتو موسوليني القي القبض عليه هو وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال ايطاليا فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا ، وفي اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبيه بإعدام موسيليني وعشيقته و 15 من معاونيه ، وذلك في يوم 29 أبريل حيث تم تجميعهم و نقلهم ليـُـشنقوا مقلوبين من أرجلهم في محطة البنزين في مدينة ميلانو ..

ولعل الثورة الفرنسية التي أطاحت بعرش الملكة ماري انطوانيت ووضعت رأسها تحت مقصلة الشعب هي أشهر ثورات الجياع ، فحين وقفت ماري انطوانيت في شرفة قصرها و شاهدت جموع المتظاهرين الغفيرة تهتف تحت شرفتها سألت ما بهؤلاء الناس ؟ قيل لها إنهم جياع فرنسا الذين لا يجدون الخبز فردت "إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء.. دعهم يأكلون الكعك" ...وقد خرجت العائلة الملكية متنكرة في عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن أحد الوطنيين المتيقظين تعرف على الملك من صورته المطبوعة على العملة الورقية، وتم إيقاف الملك والملكة في فاران وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس ،وحكم عليه بقطع الرأس ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة الكونكورد ، بينما أعدمت أنطوانيت في 16 أكتوبر 1793م، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس حيث رماها الغوغائيين بالأوساخ وكل ما يقع تحت أيدهم، ثم قصوا شعرها الطويل ووضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة التي أطاحت برأسها، وقد كان عمرها 38 سنة وقتها ...

الرئيس بن على كان عليه اتخاذ قرارات صحيحة قبل أسبوعين من إعلاناته بالإصلاحات ، المؤشرات الخطيرة بدأت باحتشاد المحامين ورؤساء النقابات والألوف المؤلفة من الشعب التي تطالبه بالإصلاحات الاقتصادية ، لكنه انتظر كثيرا ثم ارتكب خطأ استراتيجيا قاتلا بإعفاء وزير الداخلية في وقت هو يحتاجه بشكل كبير ، وكان الأحرى به هو إقالة وزير الاقتصاد أو المالية او العمل ، او بعض المسئولين المعنيين بالأمور المباشرة بالمواطنين ...حتى تهدأ الاوضاع ثم يقيل وزير الداخلية ..

الآن الأمور أخذت منحا جديدا ، ونأمل ان تهدأ الأوضاع لهذا الشعب العظيم ، استلام رئيس البرلمان لزمام الأمور يرضي الحشود الغاضبة ...وفشل جديد لحاكم عربي آخر لقراءة التاريخ وفهمه ثم الاستفادة منه ...



محمد بن يحي الجديعي

الرياض /‏10‏/صفر‏/1432





ليست هناك تعليقات: