الجمعة، 28 ديسمبر 2012

سوريا وروسيا والاحداث الاخيره


سوريا وروسيا والاحداث الاخيره

 

خلال الاسبوع الماضي هاجم الثوار السوريون قاعدة السفيره العسكرية التي يخزن فيها النظام السوري ترسانته من الاسلحة الكيميائية والجرثومية من ثلاثة محاور (الشرق والغرب والجنوب )، وكان اهم الفصائل المهاجمه وأخطرها من وجهة نظر الدول الغربية هي (جبهة النصره) المرتبطة بتنظيم القاعدة ولها حوالي 10.000 مقاتل في سوريا ، وهي من اكثر الجماعات المقاتلة تدريبا وشراسة في القتال وتتلقى دعما لوجستيا من بعض دول الخليج كما تدعي اسرائيل ، لذا استخدم النظام صواريخ اسكندر بكثافة فجر الجمعة الماضي بالتزامن مع الطائرات المقاتله وطائرات الهيلوكبتر وذلك  لفك الحصار الذي ضربه الثوار على القاعدة ، حيث وصلوا الى حوالي كيلومتر واحد من احدى الجهات وادعى النظام انه قتل حوالي 700 من الثوار ، وكانت قوات حلف الناتو في تركيا قد رفعت درجة تأهبها استعداد للتدخل في حال تمكن الثوار من القرب اكثر من القاعدة خوفا من سقوط تلك الاسلحة بأيدي الثوار ، وازدادت وتيرة التنسيق بين الدول المجاوره لسوريا للتعامل مع هذا التطور الخطير ...

  

كان النظام السوري ينفي دائما وجود اسلحة كيميائية وجرثومية في ترسانته ، مع ان قاعدة السفيره تعد اهم قاعدة يتم فحص واختبار الاسلحة الكيميائية فيها ، الا ان التصريحات الروسية التي صدرت على لسان وزير الخارجية السيد (سيرجي لافروف) بعد الهجوم الاخير اثبتت عكس ذلك ، حيث صرح بان جميع الاسلحة الكيميائية والجرثومية السورية قد تم تأمينها ، وأنها اصبحت بعيده عن ايدي الثوار ، وذلك في مسعى منه لطمأنة الدول الغربية وإسرائيل ...

المهم ان الروس عملوا بشكل يخدم مصالحهم ، وهم لا زالوا يرون خطورة دعم الثوار الذين يرونهم امتدادا للقاعدة التي انتفض العالم لحربها لمده طويلة ، ويعتقد انه يوجد بسوريا اكثر من 30 الف روسي  ولكن لا يعرف عدد العسكريين منهم ، مع ان القاعدة البحرية في طرطوس تعد قاعدة بحرية روسية لم يقل عدد العسكريين بها عن 600 جندي ، وقد تم الاتفاق على انشائها عام 1971م ، لكن قام الروس بتكثيف تواجدهم هناك منذ عام 1992م ، وهي القاعدة الروسية الوحيدة في البحر المتوسط حاليا ، كما يقوم الروس بالدعم الفني والتدريب على الانظمة الروسية الاخرى التي يشتريها النظام ..لذا فان سوريا تعد اهم دوله تقع على البحر الابيض بالنسبة لروسيا ، ولن تتنازل عن دعم النظام الا بضمان بقاء سوريا مجالا حيويا لها يضمن تواجدا لها في المياه الدافئة ...

 

محمد بن يحي الجديعي

الرياض 28 ديسمبر 2012م

ليست هناك تعليقات: