الجمعة، 14 أكتوبر 2011

يا ايران...ممنوع اللعب مع الكبار





هناك الكثير من الناس من يرى ان الغضب الامريكي من ايران حول محاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن كان مبالغا فيه ، والحقيقة انه حتى في الأعراف القبلية يكون الضيف في حماية مضيفة ، ولا يسمح بالاعتداء عليه مطلقا ، اما في العلاقات الدولية فان اتفاقية فينا الموقعة عام 1961م تنظم كل ما يتعلق بالعمل الدبلوماسي وحمايتهم ، والمادة التاسع والعشرون واضحة في هذا الباب ونصها " لشخص الممثل الدبلوماسي حرمة – فلا يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه – وعلى الدولة المعتمد لديها أن تعامله بالاحترام اللازم له, وعليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع الاعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره."

 
لكن الغضب الأمريكي لن يصل الى حد شن حرب على ايران الا اذا تزايد التعنت الإيراني ، وإيران معروفه تاريخيا بانها تخنع للضغوط وتقدم الكثير من التنازلات تحت الطاولة ...وتضحي بحلفائها بكل سهولة كما حدث مع الحوثيين وحماس ، وما تسعى اليه الولايات المتحدة في الوقت الحال على الاقل هو زيادة الضغوط على ايران وإشغالها عن حليفها المطلوب حاليا إسقاطه "الاسد" وقد تصل الضغوط الى حرمان ايران من بعض الصادرات او الواردات بالإضافة الى العقوبات المفروضة بسبب برنامجها النووي ...

مشكلة ايران الأولى ...انها تعتقد خطأ بان امريكا غير قادرة عسكريا على القيام باي عمل عسكري ضدها ، وكذلك فانها ترى انها هي أصبحت قادرة عسكريا على مقارعة دول كالولايات المتحدة ، وما ارسالها لبعض القطع البحرية خارج مياهها الإقليمية الا مثالا واحدا للرسائل التي تحاول إيصالها للعالم ...ضاربة عرض الحائط بكل مصالح مواطنيها وغير عابئة بالدمار الذي سيلحق بالبنى التحتية والمواقع الحساسة لديها ...

اما المشكلة الثانية ...فهو اعتقادها بان استمرارها في الاستهانة بالأمن الوطني لدول المنطقة سيمر كما سبق من عبث وممارسات ، مستغله حلم وصبر تلك الدول ومراعاتهم للجوار وأملا في عودة الساسة الإيرانيين الى رشدهم ، فهي تدعم جماعات مسلحة لتعبث بأمن الدول كما حدث مع الحوثيين او مع بعض مناصريها في شرق السعودية او في البحرين والكويت ،وكما حدث ويحدث في العراق ولبنان ...

ايران بحاجه الى فركت إذن او كسر لرأس الشوكة التي آذت بها العالم قريبه وبعيده ....



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 14 اكتوبر 2011م

ليست هناك تعليقات: