الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

ما الفرق بين أبنائنا وأبناء الصومال او أمريكا ؟





هب العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمن يتعرضون للمجاعة الطاحنة الموجودة في الصومال ، وهي التي يتضرر منها الأطفال بشكل كبير ، وهم الذين يواجهون وضعا لا يد لهم فيه ، وذلك الجهد العالمي يعد واجبا إنسانيا لمساعدة مواطني ذلك البلد المنكوب ، ولعل الصور التي بثتها وكالات الأنباء لبعض الأطفال الذين يحتضرون كان لها دور كبير في ان يسارع الكثيرين للمساهمة في الجهود الانقاذيه المشكورة ..وكان المواطنون السعوديين من أكثر الشعوب تأثرا بما شوهد في تلك المأساة ،وسعيا للمساهمة في تخفيف الوطأة على هذا الشعب المغلوب على أمره....

الطفل السعودي يتعرض لخطر كبير ، ولكن من نوع آخر ، والمشكلة ان من يعرضه للخطر هو اكثر الناس حبا له ، وأكثرهم خوفا عليه ، وأغدقهم حنانا وعطفا عليه ، ولم يتحرك أي احد الى إصدار تشريعات معينه لحمايته .....او على الأقل إلقاء الضوء على ذلك الخطر ، ولكن ما هو ذلك الخطر ؟

لعل الكثيرين منا شاهد بعض الآباء يحمل طفله في حضنه وهو يقود سيارته بيده الأخرى ، او بعض الأمهات الجالسات بالمرتبة الأولى وهي تحمل طفلها الصغير ..وهما غير عابئين بما قد يحدث له من إصابة قد تكون بالغة لو حدث أي شيئ على الطريق لا سمح الله ، عوضا عن إركابهم في صناديق السيارات التي قد تكون مكشوفة يتعرضون بسبب ذلك الى مخاطر لا حصر لها ..

كثير من الدول تصدر تشريعات مرورية صارمة يتم بها معاقبة من يسير بطفل او رضيع وهو لا يجلسه في الكرسي المخصص له ، والذي يتم تثبيته في المقعد الخلفي بالسيارة ..وأخر تلك الدول كانت الإمارات العربية المتحدة التي أصدرت تشريعا بهذا الخصوص مؤخرا ..

زميل عزيز أنجبت له زوجته طفلا أثناء تواجده بالولايات المتحدة ، وعندما حان وقت إخراجها مع طفلها من المستشفى ، طلبت منه الممرضة الذهاب الى سيارته للإطلاع على التجهيزات الضرورية للطفل بالسيارة ، وكان المقصود كرسي ركوب ذلك الطفل ، فلما شاهدت خلو السيارة من ذلك الكرسي رفضت تسليمه الطفل وطلبت منه الذهاب وتجهيز السيارة بالكرسي ثم العودة لاستلام الطفل ...

الأطفال لدينا يتعرضون للمخاطر تماما كتلك التي يتعرض لها الأطفال في الصومال ، والفرق ان المختصين والإعلام لدينا لم يحركا ساكنا لمنع او التقليل من تلك المخاطر، ولم تصدر أي تشريعات لدينا لمنع إركابهم في صناديق السيارات ، او ان يتم إلزام الجميع بضرورة إركاب الأطفال داخل السيارات بالطريقة التي تؤمن لهم قدرا اكبر من السلامة ...

الا يستحق فلذات أكبادنا اهتماما أكثر منا ؟ هل هم اقل أهمية من أبناء الصومال ؟ وهل الوالدين لدينا أكثر حنانا وعطفا من غيرهم في بعض الدول كالإمارات وأمريكا واستراليا مثلا ؟



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 13 سبتمبر 2011 م

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اسعد الله مساك بكل خير وعافيه ابا محسن
المشكله يا اخي العزيز ليست في سن الانظمة والتشريعات , ولافي عدم وجود وسائل السلامه وكيفية تركيبها , المشكلة تكمن في ثقافتنا كشعب , فنحن لانحب ولا نؤيد كثيرا الالتزام بالنظام او من يتبعه او يطبقه , وكثيرا ماننعته بنعوت غير لائقه تعلمها جيدا , ونعتبره انسان معقد فثقافة تجاوز النظام والضرب به عرض الحائط هي السائده لدينا , فكم من نظام سنته الدوله للمرور , وكم من تجهيزات صرف عليها المليارات للالتزام بنظام المرور ولا كن لا حياة لمن تنادي , فلا نزال نشاهد المخالفات اليوميه من قطع اشارات المرور , وعدم احترام خطوط المشاه وغيرها الكثير, فثقافتنا ياسيدي العزيز تشجع المخالف وتعتبر تحدي النظام وتجاوزه امر محمود وبطولة فذه , على خلاف غيرنا من الشعوب التي تعتبر مخالفة النظام جهل وتخلف , وتنظر الى المخالف بنظرة احتقار وازدراء ..... تحياتي لشخصك الكريم والى المزيد
اخوك / ابو سلطان