الأحد، 19 ديسمبر 2010

نظره على الشرق الأوسط مع بداية عام جديد






الشرق الاوسط يكتسيه غموض كبير



عندما ننظر الى خارطة الشرق الأوسط بتمعن ، فانه بلا حظ ان المنطقة تتغير بشكل كبير وسريع ، وقد تحدث تغيرات كبيره في وقت قريب جدا في عده أماكن ومنها ما يلي:


1. لبنان ...منذ حادث مقتل رئيس وزير لبنان الأسبق (رفيق الحريري) وهذا البلد يعاني من اضطراب سياسي داخلي ،وتدخلات خارجية مؤثره ، وتهديد عسكري وامني خارجي ، وحاليا فان المراقبين يرون إمكانية كبيره لان يقوم حزب الله بالانقضاض على الحكومة وإسقاطها في ظل عدم اتخاذها قرار حول أي نتائج تصل اليها المحاكمة الدولية ، او منع صدر القرار الظني من تلك المحكمة ....اكثر المؤيدين لأن يقوم حزب الله بإسقاط الحكومة هما ايران وإسرائيل لسببين مختلفين ، فإيران ترى انه حان الوقت لان يوجد دوله شيعية في المنطقة تأمر بأمرها وتنفذ رغباتها ، بعد زمن طويل من دعم احزاب وجماعات لها .


اما إسرائيل فهي ترى ان وجود دوله معاديه واضحة العداء لها على الشمال من حدودها يخفف من اللوم الدولي لها والاحتجاجات والمظاهرات لو انقضت عليها في اي عمليه عسكريه ، عكس ما حدث عام 2006م عندما حطمت الكثير من البنيه التحتية اللبنانية بسبب حربها مع حزب الله وهو ما ضج به المجتمع الدولى الذي يرى ان الخسران الحقيقي في تلك المعركة هي الحكومة اللبنانية ، التي لم تكن راضيه عما كان يقوم به حزب الله .





السودان ..ماذا سيكون الوضع فيه ؟؟


 
2. السودان .. أسابيع قليله وستتضح الصورة حول امكانيه مشاهدة دوله جديدة في جنوب السودان ،والتي قد تكون بدايه لانفصال اقليم دارفور ايضاً وهو الأكثر سخونة منذ زمن ، وفي حاله تقسيم هذا البلد الكبير فان الوضع الامني لن يكون مستقرا ، كما ان سياسات الجنوبيين غير المعرفة حاليا ستظهر معالمها حول الدول العربية الأخرى .

3.اليمن ....لا يزال هذا البلد يعاني من مشاكل أمنيه داخليه كبيره , ولا يزال التدخل الايراني واضحا من خلال ما يقوم به الحوثيين المدعومين من ايران ، كما ان الوضع من الجنوب لم يستقر بعد ، ولا تزال الأصوات (من الحراك الجنوبي تحديدا) تتعالى حول عدم العدالة وعدم توزيع الثروه والتهميش للجنوب من قبل الحكومه المركزية ، كل ذلك يوحي الي ان النظام قد يسقط في اي وقت ، او قد تنشأ دوله شيعيه في شمال اليمن ، واخرى في جنوب ذلك البلد ، وقد تجلب الكثير من الأمنية للمملكة. .

4- العراق ...زادت أصوات الأكراد المنادين بالانفصال للاقليم الكردستاني من العراق ، والأكراد يرون ان مقومات دوله اساسها عرقي مبني على الوحدة الكردية متوفر لديهم ، وانهم أجدر بإنشاء دوله خاصه بهم من كثير من الدول مثل إسرائيل التي بنيت على أساس ديني ، فالأكراد يصل عددهم الى 25 مليون نسمه ويتوزعون على 4 دول ، ويحضون بتهميش كبير من الدول المتواجدين بها ، على الرغم من ان مناطقهم تحتوي على ثروات طبيعيه هائلة ..ولكن ماذا سيحدث في جنوب العراق اذا ما انفصل شماله ...؟؟

استراتيجيا نشوء دوله كرديه يعزز الأمن الوطني لكثير من دول المنطقة ، ويفصل بين ايران ولبنان وسوريا المتواجد بها اعداد كبيرة من الداعمين لإيران لأسباب إيديولوجيه او سياسيه ، تقسم العراق أمر ممكن الحدوث مع ان دول كتركيا وإيران وسوريا لن ترضى بذلك التقسيم ، وبالأخص استقلال اقليم كردستان لما يشكله ذلك والاستقلال من تهديد أمني خطير لكل منهم ... ماذا سيحدث هناك؟؟ الأيام كفيله بإيضاحه .....

5- ايران ...لا يزال البرنامج النووي لإيران يشكل تهديدا خطيرا لكل دول المنطقة ، وهو سبب رئيس في تواجد قوات غربيه في المنطقة ، كما ان الخيار العسكري لا يزال قائما في ظل عدم الوصول الى حلول سياسيه ، وإصرار ايران على الاستمرار في برامجها ، وعلى الرغم من ذلك فأن الخيارات العسكرية لضرب ايران قد تكون كالتالي:

أ. الخيار الاول : (هذا الخيار سيكون بالقصف من الجو مع احتمال ان تكون الضحايا بين صفوف المدنيين قليله بشرط ان يكون القصف ليلا ).

(1) ضرب المواقع النووية .

(2) مهاجمه المعامل المتوفرة في مدينه قم .

(3) مهاجمه مواقع التخصيب المختلفة .

ب. الخيار الثاني : (سيكون عدد الضحايا في المدنيين أكثر لان بعض مراكز الأبحاث في مناطق مدنيه في الجامعات والمناطق السكنية ) .

(1) مهاجمه جميع المرافق النووية .

(2) مهاجمه مواقع التخصيب ومراكز الأبحاث.

(3) مهاجمه مواقع اليورانيوم في أبو شهر وارك.

ج. الخيارات الثالثة : (سيدفع هذا الخيار الشعب الإيراني الى ان يتوحد خلف حكومته )

(1) ضرب جميع المواقع النووية .

(2) ضرب المواقع العسكرية وتحطيم القدرات العسكرية بشكل عام .

(3) التركيز على الحرس الثوري وقوات الباسيج .

في حال قررت الحكومة الأمريكية استخدام الخيار العسكري ضد ايران فإنها ستقوم بذلك على الرغم من معرفتها المسبقة بما يلي :

   أ . صعوبة إصدار قرار من الأمم المتحدة يسمح باستخدام القوه العسكرية ضد ايران ...لأن الصين وروسيا لن يدعمانه .

  ب . لن توافق عدد من الدول الأوروبية الأعضاء من حلف الناتو باستخدام قواتها لضرب ايران .

  ج . قد تتوفر عدد من القوات العسكرية المتحالفة مع الولايات المتحدة لضرب ايران ، مثل ألمانيا وبريطانيا مع إمكانية مشاركة إسرائيل ولاكن بشكل غير مباشر .

  د . قد تحتاج الولايات المتحدة لبعض الدعم اللوجستي من بعض الدول ، ولكن لن يكون بصفه مباشره ولن يكون معلنا .



أما بالنسبة لإيران فانه سيكون لها رد على اي هجوم عليها ...وسيأتي الرد كما يلي:

  أ . قيام بعض الجهات والمنظمات كحزب الله بفتح جبهة عسكريه ، ولكن ضد إسرائيل بالهجوم عليها بالصواريخ البالستيه والقذائف المختلفة .

  ب  . سيقوم بعض مؤيدي ايران في المنطقة بعمليات قتل وخطف وترويع للأجانب في المنطقة .

  ج . ستنظم الجماعات الشيعية في الخليج مظاهرات دعم وتأييد لإيران استنكارا لما تقوم به الولايات المتحدة.

  د . ستحاول ايران زرع ألغام في الخليج محاوله لإقفال مضيق هرمز ، كما انها قد تشن هجمات بالصواريخ البالستيه لبعض المناطق والمرافق الحيوية في بعض الدول المجاورة .


التغيير الكبير في الكونجرس الأمريكي وسيطرة الجمهوريين على المجلس تضغط بشده على ادارة الرئيس باراك اوباما لاتخاذ قرار حاسم حيال حرمان ايران من إنتاج أسلحة نوويه ، كما ان ضغط إسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ربما ستدفع الرئيس الأمريكي لاتخاذ قرار باستخدام القوه العسكرية في حال وصلت الجهود الدبلوماسية الى طريق مسدود ، علما بان الإستراتيجية العسكرية الأمريكية لا تدعم فتح جبهة جديدة مع ان القوات الأمريكية (من الجو دون وجود قوات على الأرض) قادرة على إلحاق الأذى ببرامج ايران في ظل ضعف القدرات الإيرانية الواضحة في القوات الجوية والدفاع الجوي ، كما ان الدول في المنطقة لا ترغب ان تشهد منطقتهم حربا جديدة ...

محمد بن يحي الجديعي
الرياض 19 ديسمبر 2010

ليست هناك تعليقات: