الأربعاء، 14 نوفمبر 2012


الآميش (Amish)

 

هي طائفة مسيحية تجديدية . تأسست في العصور الوسطى مع حركات نصرانية كثيرة ومن ضمنها ما أطلق عليها حينذاك المسيحيون الجدد) الآنابابتيست). أتباعها حوالي 200.000 الف نسمه موزعين في 22 مستوطنة في الولايات المتحدة و كندا.
تعيش الجماعة الأقدم منهم المكونة من بين 16 و18 ألفا في مقاطعة لانكستر، وهي منطقة زراعية نائية استوطنها الأميشيون الأول في العشرينات من القرن الثامن عشر، وقد لجأ الكثير منهم إلى هناك هربا من الاضطهاد الديني في أوروبا. تنقسم الطائفة إلى عشرات التجمعات يعيش كل منها باستقلالية تامة وفقا لقوانينها الخاصة غير المكتوبة، المعروفة بـ"أوردنانغ" [1]
معظم الأميشيين يتحدثون ثلاث لغات: لغة قريبة من الألمانية تسمى "بنسلفانيا داتش" في منازلهم، ولغة قريبة أيضا من الألمانية تدعى "هاي جيرمان" في صلواتهم، والإنكليزية في المدارس.
يؤمنون بالإنعزال عن العالم الخارجي وأي محاولات لدمجهم أو خلطهم بمجتمعات وتعاليم أخرى.
حركة الآنابابتيست قوبلت بـ "التكفير" من قبل طوائف الكاثوليك والبروتستانت وتم الحكم عليهم بالإعدام وتم بالفعل إعدام الكثير منهم مما حدا بهم للفرار بـ "دينهم" في بداية الأمر إلى جبال سويسرا وجبال جنوب ألمانيا ثم إلى أمريكا.

وفي عام 1536 وعلى يد قسيس كاثوليكي إسمه "مينو سايمن"ز تأسست حركة المينونايت والتي وحدت وبلورت حركة الآنابابتيست. وفي عام 1693 أسس قس نصراني إسمه يعقوب عمًّان "جيكوب عمان" طائفة الآميش والتي انفصلت فيما بعد عن المينونايت. ولم توقف ملاحقة هذه الحركات من قبل الكاثوليك والبروتستانت ومضايقتهم ، مما حدا بهم الفرار بدينهم مرة أخرى إلى أمريكا وبالتحديد الى بنسلفينيا ، نظرا لكون أمريكا حينذاك بلد غير مأهوله بشكل كبير وفرص مضايقتهم تكاد تكون معدومة. وبالفعل استوطنت طائفة المينونايت بنسلفينيا في عام 1720.
طائفة الآميش لا تؤمن بالتغيير .... فهم يؤمنون بالالتزام بالعيش كما جاء بالإنجيل الذي بين أيديهم بحذافيره .. ولديهم مجلس "فتوى" وهم مجموعة من كبار السن المتدينين "المشايخ" يدرسون أي طاريء ويصدرون فتوى وفقا لما يرونه مطابقا لتعاليم الإنجيل وما يعرف فيما بينهم باسم "الأوردينان" وهي تعاليم إنجيلية تتبع بحذافيرها.



 

طائفة الآميش لا تؤمن بالكهرباء واستخدامها ولا بالسيارات بل ولا النقود الحكومية الورقية – إلا في حالات طارئة ! طبعا التطور أجبر مجلس الفتوى عندهم على إصدار فتوى بإنه يجوز للآميش أن يركب سيارة للضرورة ما دام أنه لا يقودها، وهم يستخدمون عوضا عنها الأحصنة أو العربات التي تجرها الأحصنة.
الآميش لا يؤمنون بإدخال أطفالهم للمدارس، وفي عام 1972 تم إصدار قانون خاص بهم يستثني طائفة الآميش من التدريس الإلزامي، بعكس الطوائف الأخرى هناك، لا سيما المسلمين الذين يُلزَمون بإدخال أولادههم المدارس.




البنات البالغات والنساء عند الأميش يلبسن زيا محافظا جدا، فهن لا يلبسن إلا الأكمام الطويلة واللباس الفضفاض الطويل، وهن أيضا متحجبات ولا يسمح لهن بقص شعورهن أبداً! أي إن نساء الآميش محجبات! فهن يلبسن غطاء الرأس الأبيض إذا كن متزوجات وأسود إذا كانت غير متزوجة. الرجال لا يحلقون لحاهم أبداً ، طائفة الآميش تحرّم التصوير. ولعب البنات التي يلعب بهن البنات ممحي عنها صورة الوجه كما ان الآميش يحرمون الموسيقى والمعازف.

طائفة الآميش لا يؤمنون بالتأمين، فهم يعتبرون كل شيء قضاء وقدر. يجتمع الآميش عند حصول مصيبة لأحدهم، كاحتراق حظيرته فمثلا، فيقوم الجميع عندئذ بالمشاركة ببناء حظيرة جديدة للمتضرر. الآميش لا يستخدمون الهواتف النقالة بل ولا حتى الهواتف الأرضية.  وقد تبرعت الحكومة وبنت لهم خارج بيوتهم كبائن على شكل أكواخ للاتصال في حالة وجود طارئ .
فعند الآميش كل من لا يتبع طريقتهم فهم مبتدعة ويهجرونه ويحرم على كل الآميشيين التعامل معه ... وإذا كان "المبدَّع" الزوج يحرم على الزوجة أن تقربه أو تكلمه.والآميش لا يشربون الكحول ويحرمون المعاشرة الجنسية قبل الزواج.

وحيث ان امريكا بلد الطوائف والمذاهب المختلفة فإنني في المرة القادمة سأتناول طائفة المورمن الدينية التي ينتمي لها المرشح للرئاسة الامريكية "اليد ميت رومني"
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 29/12/1433هـ 

 

 

ليست هناك تعليقات: