السبت، 3 نوفمبر 2012

ماذا فعلت بنا يا سيد فيليكس ؟



هذا المغامر النمساوي (عسكري سابق في المظلات) دخل يوم الأحد 14 أكتوبر 2012 م التاريخ من الباب الواسع ، فيليكس أصبح أول إنسان يخترق حاجز الصوت بسقوطه الحر حيث زادت سرعته عن 1342 كم/ساعة ، وبالارتفاع الذي وصله والذي زاد عن 39 كم عن الأرض ،  ارتدى بدله خاصة كلفت أكثر من  200000 دولار ، كما ان المدينة الصغيرة (روزويل) التي كان عدد سكانها في 2010م  (48.366) نسمة في ولاية نيومكسيكو كانت على كل لسان وفي كل وسائل الإعلام بسبب هذا النمساوي الشجاع ...انا هنا لن أتحدث كثيرا عن هذه المغامرة وانعكاساتها المتوقعه علميا ، لأنه تم تغطيها إعلاميا بشكل مكثف ، خصوصا ان مراكز البحث قد بدأت بدراسة فوائد تلك المغامرة وبالأخص فيما يتعلق بالسياحة الفضائية وإمكانية سفر الاشخاص من قارة الى قارة ومن بلد لآخر دون الحاجة الى أي نوع من وسائل النقل ...

ما سأتطرق له هو حالة الانقسام التي كان عليها الشعب السعودي في النظر لهذه التجربة ، فقد لاحظت من خلال متابعة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي انقساما كبيرا ، وفئات مختلفة كالتالي :

1.    فئة غير مبالية بما حدث ... وهي فئة ربما لم تتابع ما حدث وفي نفس الوقت ترى ان ما حدث ليس الا مغامرة ومضيعة للوقت ولن يكون لها أي انعكاسات علمية او خلافه ...

2.    فئة الجلد للذات ... هذه الفئة مارست الحديث في الفروقات بين المجتمعات التي تهتم بالبحث العلمي والمشاركة الإنسانية في بناء المجتمعات والبحث الدائم عن المنجزات والمخترعات لخدمة الإنسانية ، وغيرها من المجتمعات التي تراقب ما يحدث من بعيد وليس لديها أي خطط محدده للحاق بركب الدول المتقدمة ..ومنهم من الف بعض النكات الصادمة للمجتمع ..

3.    فئة الحالمين العائشين على شاطئ التاريخ ...وهم الفئة التي عادت الى التراث ، واسترجعت الاسراء والمعراج  ،مع ان المقارنه (من وجهة نظري) فيها الكثير من المغالطات .. لما فيها من مقارنه خير البشر بمعجزاته الإلهية ، بعدد من العلماء والمغامرين بآمالهم العلمية ...ولا وجود للمقارنة ، ولكن تلك المقارنات تدخل في باب التخذيل وتثبيط الهمم ان كان هناك ما يحركها ، وزرع اليأس والخنوع والارتهان للوضع المتردي القائم...

 

المتأمل للانقسامات التي حدثت يصل الى قناعات ورؤى حول هذا الشعب الذي يصعب فهمه ،وأصبح يشكل ظاهره عصية على التحليل ،لان له رؤيته الخاصة عن أي أحداث عالمية ، فأحيانا يرى انه شعب محب للنكته ،وتارة يرى كشعب محبط وغير عابئ بما يدور حوله ، وتارة قد يرى انه شعب غير مشارك في الأحداث العالمية لأنه شعب لا يزال متخلفاً علمياً وتقنياً ، وأنا أتمنى ان يكون شعبا عكس ذلك كله ، فالأمل فيه كبير ويجب ان نعترف بان هناك أمم سبقتنا في أمور كثيرة ، وان جدينا في سعينا لإصلاح وضعنا ، فان الزمن سيكفل لنا اللحاق بهم ...

 

محمد بن يحي الجديعي

الرياض (16 اكتوبر 2012م)

ليست هناك تعليقات: