الأربعاء، 14 مارس 2012

علاقة الديمقراطيين بمجازر العالم

عندما يصل الديمقراطيون الى البيت الابيض في الولايات المتحدة تكون قضايا العالم في ذيل قائمة اهتمامهم ،حيث ان الوضع الداخلي وقضايا الاقتصاد تحضى دائما بالأهمية ، ولديهم اقتناع تام بالمنظمات الدولية والمنظمات غير الرسمية لإدارة شئون العالم ، لذا تتمرد بعض الدول على المجتمع الدولي ، وتصبح قرارات مجلس الامن رخوة لينه لا احد يكترث بها ، مع ان التاريخ اثبت ان بعض الدول لا تنفع معها سياسة الجزرة ،وتحتاج الى التلويح بالعصا حتى تعدل من سياساتها وترضخ لرغبة المجتمع الدولي ، مع امكانية استخدام تلك العصى(عناصر القوه ..السياسية الاقتصادية الاعلامية العسكرية) عند الحاجة .
في منطقة الشرق الاوسط ،وفي هذا العهد غزا الاتحاد السوفيتي افغانستان ، واحتجز الامريكيين رهائن في طهران ، وخطط لمجزرة صبرا وشاتيلا ، وسحل الجنود الامريكيين في شوارع الصومال ...
في العصر الحديث ابان العهد الديمقراطي حدثت مجازر في بعض الاماكن من العالم ، ففي عهد الرئيس بيل كلينتون حدثت مجازر راوندا التي راح ضحيتها اكثر من 800000 قتيل في العام 1994م ..وكذلك حدثت مذبحة سربرينيتشا في العام 1995م حيث ذبح اكثر من 8000 من المسلمين على ايدي الصرب .
وحاليا ، ولكن في عهد الرئيس اوباما والسيدة كلينتون (وزيرة الخارجية) حدثت مجازر ليبيا التي راح ضحيتها الى الان في تقديرات متحفظة جدا (15000 قتيل) ،ومجازر سوريا التي وصلت حتى الان الى اكثر من(10000 قتيل)..والغريب ان من يبحث عن حل للمشكلة في سوريا حاليا هو الامين السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان الذي كان شاهد عيان على المجازر السابقة عندما كان رئيساً للمنظمة الدولية العتيدة  ...
والسؤال المهم .... هل يرجي حلول للمشكلة السورية على ايدي كلينتون(الوزيرة) في العهد اياه ، ومبعوث التفاوض هو السيد كوفي عنان ؟ ارى ان الامل ضعيف للغاية
بالنسبة لروسيا الاتحادية كوريثة للاتحاد السوفيتي الذي اخرج من الجزيرة العربية والقرن الافريقي في فترة الحرب الباردة بين قطبي الكره الارضية ، وكذلك من بقية دول افريقيا وآخرها ليبيا التي كانت تشكل ممرا هاما لها في حوض البحر الابيض المتوسط ، أصبحت سوريا هي الدولة الوحيدة التي توصلها الى المياه الدافئة ، لذا فلن تتنازل عنها الا بمجال حيوي بديل له نفس صفات سوريا الاستراتيجية ، ذلك نموذج حي للبحث عن المصالح الوطنية التي يبحث عنها الروس والصينيين.
ماذا بقي اذا ؟ المتتبع للوضع في سوريا سيلاحظ ان الاسد يطبق مفاهيم ميكافيلية بجدارة وكفاءة عالية ، وما علينا سوى انتظار اخبار المجازر التي ستظهر مع الوقت ، وارى انه في حقبة تاريخية يبرز فيها الضعف السياسي الامريكي ، لا خيار سوى التفاوض مع الروس والصينيين لتعويضهم عن مجال حيوي يهمهم بدرجة كبيره ..

محمد بن يحي الجديعي
الرياض (14 مارس 2012م)

ليست هناك تعليقات: