السبت، 28 نوفمبر 2009

معرفة العدو





نقاط هامة من المقال المنشور على موقع "معهد أبحاث السياسات الخارجية" . وهو للدكتور ماري هابيك الأستاذ المشارك للدراسات الاستراتيجية في جامعة جونز هوبكنز ، حيث صدر لهذا الدكتور كتاب بعنوان (عقيدة الجهاديين والحرب على الإرهاب ) ومن أهم النقاط الواردة في المقال مايلي :






عقيدة الجهاديين :


تحدث في البداية عن عقيدة الجهاديين ((الذي عرفهم بأنهم أقلية صغيرة داخل الحركة الإسلامية والتي تعتقد أن العنف هو الوسيلة الأفضل لإنشاء دولة إسلامية مثالية)) . وعلى الرغم من وجود خلاف داخل الجماعات الجهاديه حول العنف.. وكيف ينبغي أن تم ؟ وما هو المنجز النهائي ؟ وكيف ستكون الدولة الإسلامية المزمع إنشائها ؟ ونوع القوانين التي ستتبعها تلك الدولة؟ فقط أعداد صغيرة من المسلمين يعتقدون بالعنف كوسيلة ، ولديهم الاستعداد للمشاركة ، وهذا يفسر لماذا لم تحدث هجمات أخرى في الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر؟ وحدثت بعض أعمال العنف في أوربا ومناطق أخرى من العالم ، حسبما جاء في تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالية .


العمليات الجهادية يمكن تعريفها من خلال أربع كلمات أسلامية ( التوحيد ، الجهاد ، الخلافة ، الدعوة ) ، وكذلك بعض المفاهيم البسيطة .


أولا : الجهاد يعتقد الجهاديين إنهم فقط هم المسلمين في العالم ، وهم الطائفة المتصورة ، وأنهم الوحيدين الذين سيدخلون الجنة .


ثانيا : يعتقدون إن الكفار يسيطرون على العالم ، وليس لهم هدف في الحياة غير تدمير الإسلام والمسلمين . وهم بناء على عدة أفكار و دراسات تاريخية يعتقدون أن الهدف من إنشاء أمريكا هو لتدمير الإسلام .


ثالثا : الاعتقاد بأن الحرب ضد الكفار هو عمل مسموح ومشروع ، لأن الحرب ضدهم كانت قد بدأت منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م ، والتي قسم فيها الشرق الأوسط للنفوذ الفرنسي والبريطاني، ودائما ما يشير الي ذلك إسامة بن لادن . وهناك فئات جهادية أخرى لها نظرة أوسع حيث تعتقد أن الحرب بدأت منذ عهد الصليبين أو من قبل 400 عام أو منذ خلق الإنسان . وهم يرون أن القتال مستمر بين المؤمنين والكفار ، والنور والظلام ، والحق والباطل ، ويرون أن حروبهم دائما ما كانت دفاعية .


رابعا : الجهاديين يريدون إقامة دوله إسلامية لكل الأسباب التي يقاتلون من اجلها ، وحتى يتم تطبيق الإسلام الصحيح وتحكم الشريعة الإسلامية ،ولتستمر هذه الحروب الأبدية . أن الحرب الأبدية هي السياسة الخارجية الوحيدة لأي خليفة أو أي دوله إسلامية ، وإنهاء الحرب سيكون يوم القيامة 0 وكما يلاحظ فأن للجهاديين أراء محدده لمفاهيم التوحيد ، الجهاد ، الدولة الإسلامية ، الدعوة 0


 التوحيد ( اله واحد ) 0


التوحيد هو الاعتقاد بوجود اله واحد يستحق العبادة 0 وهو المفهوم المركزي في الإسلام مثل مفهوم التثليث في المسيحية 0 ولا يوجد مصطلح صريح لكليهما في النصوص المقدسة ، ولكن يفهم التوحيد من خلال ما يرد في النصوص المقدسة 0


يعتقد كل المسلمين بأن أي شخص يعبد اله غير الإله الصحيح فهو يقع تحت حكم الله بعد موته ،فقد يرحمه الله وربما لا يرحمه ، وهذا متروك لله وليس لأحد من المسلمين تقرير شيء في ذلك ، ويتفق معهم الجهاديين إن العبادة لله فقط ، ولكنهم يعتقدون إن التوحيد يتضمن فكرة ان الله هو القانون الوحيد وليس الناس أو الملوك أو الدول 0وإذا كان هناك ادعاء بأحقية لوضع قوانين ، فهو في الواقع يضع ديانة وليس سياسة لأنه قال "انه الله وهو يعرف أفضل من الله " أو هي رؤيتي لكيفيه تصريف البشر ، وهم بذلك مشتركين . لذا فانه يحق للجهاديين محاكمة ذلك الشخص وإرساله إلى الجحيم 0


لذا فأن الديموقراطية هي ديانة اجنبية0 وليست نظام سياسي ،ويعتقد الجهاديين ان محاولة فرض الديموقراطية هي في الواقع محاولة لتحويل المسلمين إلى ديانة أخرى .


في العراق قبل الانتخابات رأيت ملصقا إعلانيا يقول ان من يدلون بأصواتهم في الانتخابات أعلنوا عدائهم لله وانضموا إلى ديانة أخرى ، وان أماكن الانتخابات والتصويت هي عبارة عن أماكن عباده للدين الجديد ... إذا لم نستوعب ذلك فكذلك العراقيين لم يستوعبوه لأنه رأي لأقلية ونظره وهابية وليست نظرة عامه للتوحيد 0




 الجهاد:


هو من اعقد الشروط بالإسلام ومع تعدد التعريفات التي تتعارض بعضها ببعض . بدء التعريف عن شيء واحد ولكنة أصبح مختلفا خلال فترة المائة السنة التي أعقبت وفاة "محمد" وفي القرنين التاسع عشر والعشرين تطورت تلك التعريفات من جديد.


الجهاد يعني النضال أو هو المجاهدة من اجل شيء ما. وهو لا يعني الحرب . وعندما رغب "محمد" الحديث عن الحرب استخدام عبارات أخرى وهناك معنيين مختلفين للجهاد في القران .


الأول ...هو السعي إلى فهم القران ومتابعته .والمعنى الثاني ...هو قتال الكفار ، ولكن بعد وفاة" محمد" كان هناك حماسة وفورة إسلامية أدت إلى احتلال مساحات شاسعة من اسبانيا ومناطق أخرى في شبة القارة الهندية خلال فترة 200 سنة تقريبا.


تلك النجاحات رسخت فكرة أن الجهاد في الغالب هو حول القتال . والأحاديث التي تم تجميعها بعد وفاة "محمد" بفترة بين(100_150سنه) كانت جميعها حول معنى القتال ، والمعنى حول الكفاح الداخلي اختفى , فقط جماعة صغيرة من الصوفية أبقت المعنى حول الكفاح الداخلي. ولكن لم يكن هناك أي حديث بهذا المعنى (حاليا يوجد حوالي 80% من المسلمين لهم اتصال بالصوفية) وخلال(400_500) سنة من التشريعات الإسلامية تحول معنى الجهاد إلى قتال ثم تحول إلى قانون ونظرية للحرب.


نوعية مختلفة من القتال تم التمميز بينهما . المعنى الأول ...الواجب(الفردي) "فرض عين" ، وهو عندما يهاجم المسلمين من الغير فعلى جميع المسلمين الانضمام للدفاع ، والمعنى الثاني ..." فرض الكفاية " وهو عندما يكون هناك إعداد من المسلمين في الخطوط الأمامية ويقومون بعمليات هجومية وغارات وهي كافية للمجتمع ولها جانب هجومي وأخر دفاعي.


المعنى حول الكفاح الداخلي بقي ضمن المجموعات الصوفية حتى القرن التاسع عشر عندما بدأت الصوفية في الانتشار وأثرت في جميع الناس التي كانت تفكر في ذلك الموضوع . فازدادت أهمية الكفاح الداخلي أكثر ، وفي القرن العشرين وحاليا بالتأكيد .إذ سأل أي مسلم حول ماهية الجهاد سيقول لك أولا حول المعنى الدال على السعي إلى القرب من الله ، والأخر حول قتال الدفاع عندما نهاجم . إما الجهاد القتالي (الطلب)فهو موضوع خاص بالدولة لتقريره.


الجهاديين متمسكين بأن هذه التحليلات حول الجهاد غير صحيحة و أنة لا يوجد إلا تعريف واحد للجهاد و هو عملية القتال منذ البداية . و أشاعوا عن الصوفية بأنهم (جبناء من القتال) ، لذا يعتقد الجهاديين أن النهاية ستكون بدحر للأعداء و استعادة الأراضي ، ولن تنتهي الحرب إلا إذا تم فتح العالم بالنسخة الإسلامية التي يرغبونها . و بهذا فإن الجهاد لدى الجهاديين هو واجب لكل فرد ولا يوجد دوله إسلامية لإعلان الحرب ، و أنه أو قرر أحد عدم الانضمام لهم فقد أعلن نفسه كافر.


 الخلافة "الدولة الإسلامية" .


هناك مجموعه من الآراء داخل المجتمع الإسلامي حول أي نوع من الحكم الإسلامي و حول تعريف الدولة الإسلامية ، لذا فانه إذا كان هناك دولة أغلبيتها مسلمين فهي دولة إسلاميه ، و يعتقد الجميع أن القوانين تتم تبعا للشريعة الإسلامية . الدستور العراقي ذكر ذلك و هو معني بالقوانين الأخلاقية ، حيث ان أمور مثل الطلاق والميراث والقانون العام يتم تطبيقها على نطاق واسع كإسلاميين ، ولكن هناك أمور غامضة حول الشكل الرئيسي للحكم.


في مقال نشر في نيويورك تايمز ((لكاليوهو)) تساءل حول لماذا الرئيس بوش تحدث عن الخلافة الإسلامية؟ وماذا تعني تلك الكلمة ؟ والمسلمين ماذا تعني لهم تلك الكلمة ؟ حيث ان لها معاني مختلفة حسب دولهم ....ففي العراق يفهمونها على أنها الدولة العباسية حيث كانت بغداد محور الدوله ورمز الحضارة الاسلاميه ، اما في سوريا ....فهم يرون الخلافة عندما كانت دمشق هي عاصمة الدولة الإسلامية ، أما في تركيا ... فهم يرون فترة الدولة العثمانية هي زمر للخلافة الإسلامية ، ولكن المتفق عليه عندهم جميعهم أن ذلك حصل في فترة زمنية بعيدة ولا يمكن الرجوع لها.


الجهاديين من ناحية أخرى لهم رؤية محددة حول الخلافة ، حيث يرون أنها الشكل الوحيد للحكم الصحيح للمسلم ، وتتكون من ارض وخليفة وحكم إسلامي ، أما الموسوسات في الدولة فأنة لا يوجد حاجة إلا إلى الجيش ومؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما انه لا يوجد رؤية اقتصادية واجتماعية وسياسة خارجية أو مجلس تشريعي . فقط المطلوب ...ارض+ خليفة + شريعة اسلامية...


هناك قواعد وقوانين تتناول بعض الأمور مثل بأي قدم تدخل الغرف ، وتنظيف الأسنان ، ومتى يجب على المرأة الحلاقة ، ولكن إلى الآن لا يوجد رؤية للدولة الإسلامية لان "محمد" لم يؤسس دولة أو مؤسسات بل أنشأ جماعة من المؤمنين ، إما الجهاديين فهم يرفضون كل ذلك ويرون ضرورة قيام الدولة الإسلامية.


في كتابات الجماعات الجهادية نظرة إلى ما بعد تأسيس الدولة الاسلاميه التي تسيطر على أراضي وتفرض فيها قوانين الشريعة الإسلامية ، ثم يتم إيجاد الخليفة لنشر النسخة الإسلامية . في طالبان الأفغانية نسخة لنوع الدولة التي يرغبها الجهادبين ، واعتقدوا أنهم بحاجة إلى خليفة لإقامة الخلافة وقد يكون الملا عمر وأسامة بن لادن بصدد إعلان الخلافة قبل 11 سبتمبر ، حيث كان من المقرر طرد الأمريكيين من جميع الأراضي الإسلامية.


 الدعوة :


داخل الإسلام الدعوة إلى الاسلام حسبما جاء به " محمد " هي الدعوة إلى نبذ الآلهة الباطلة ، وعبادة الإله الحقيقي ، وفي معظم البلدان يعتقدون أنها حول التبشير ، أما في بلدان أخرى فهي تعني محادثات وشرح للدين الإسلامي .


الجهاديين لهم رأي مختلف تماما لأنهم يعتقدون أن المسلمين جميعهم مبتعدون عن الدعوة الي الله ، وهم يستهينون بالمسلمين جميعهم وليس الكفار فقط ، ومن لم يستجيب لهم من المسلمين فيجب قتلة ، فمجموعة الجزائر مثلا هي تطلق على نفسها ( الجماعة السلفية للدعوة والقتال ) ، ولحسن الحظ فأن المسلمين لا يعطون الأموال الى تلك الجماعات ، بل الى الجمعيات الخيرية التي تسعى الجماعات الجهادية إلى الحصول عليها بالقوة لأنهم يعتقدون إنها أموال كفار فهي مستهدفة من قبلهم ، وهذا ينطبق على الجميع حتى في الولايات المتحدة .


الايدولوجيا ، السياسة ، العسكرية .


ايديولوجيا ً .... مهم جدا أن نعرف أولا أن الجهاديين يشنون حروبهم أولا وقبل أي شي آخر ضد مسلمين آخرين ، وهم الضحايا في الغالب . وهذه هي الحرب الإيديولوجية السياسية العسكرية .


فمن ضمن الرسائل الايدولوجيا أنه في عام 1996م أعلن أسامة بن لأدن الحرب على أمريكا وهذا الإعلان غير مفهوم تماما من لم يمضي سنوات عديدة في قراءة الدين الإسلامي والقانون والتاريخ . لأن هذا الإعلان هو يهدف الي مسلمين آخرين لإقناعهم بالانضمام إليه ، ولكن إعلانه في عام 1998م و في بعض ثناياه كان موجها للغرب .


سياسيا ....الجهاديين يرغبون أقامة الخلافة على ظهور مسلمين آخرين ، وإجبارهم على إتباع رؤيتهم للشريعة الإسلامية ، فطالبان عندما فرضت صيغة معينة للشريعة الإسلامية في أفغانستان لم يكن الأفغان راضين عن تلك الصيغة ، وكذلك بقية المسلمين ، الفلوجة هي مدينة دينية حتى قبل أن يفرض الوهابين سيطرتهم عليها . وبعد أن غادرها الأمريكيين في أبريل 2004 م قام الجهاديين بقطع الأيدي وجز الرؤوس ، ومع ذلك لم يتمكنوا من فرض هيمنتهم عليها بشكل كامل ، لان المواطنين لم يكونوا يرغبون في مثل ذلك الحكم .


عسكريا .... أكثر الناس الذين قتلهم الجهاديين كانوا من المسلمين ، ففي العراق مثلا قتل (2950) من الأمريكيين ، ولكن قتل من المسلمين أعداد كبيرة جدا حيث قتل حوالي (56530) الجهاديين لا يهمهم أن يقتل (50 مسلما) من اجل قتل أمريكي واحد فقط ، لأنهم يرون أن أولئك المسلمين هم في الواقع غير مسلمين ، لأن من يعمل أو يتعاون مع الكفار فهو منهم .




التبريرات :


أكثر الأفكار التي تم نقاشها هناك حول الجهاديين الذين وضعوا أيديهم بيد أسامة بن لأدن والقاعدة ، والفرق بينهم وبين بقية الجهاديين هو الاختلاف حول النقطة الأولى .. من هم الأعداء ؟ (90%) من الجهاديين يرون الأعداء هم المحليين قبل الخارجيين ، في أوائل التسعينات من القرن الماضي عندما بدء أسامة بن لادن مشروعه اقتنع في نهاية المطاف بأن هجماته يجب أن تركز على أمريكا ، وعندما لم يجد مبرراً صريحاً من القران لجأ للقرن الثالث وتحديداً إلى ابن تيمية لتبرير أعمالة . وذلك بمحاربة الطغاة والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر للطغاة وبدون دعمها لن يستطيعوا البقاء ، ومن ضمن أولئك الطغاة إسرائيل والسعودية .


ولم يقف أحد مع بن لادن في سعيه ألا أربع جماعات جهادية صغيرة ، هي كانت في الأساس مهمشة والآن لا تزال كذالك .


بالنسبة لخطة الحرب للجهاديين فأن الطريق الصحيح الوحيد لشنها هو أتباع أسلوب "محمد" التي كانت محددة له من ربه .


الجهاديين يرون إتباع خطة "محمد" الذي انطلقت دعوته في مكة التي رفضت هناك ، مما اضطره الى الهجرة إلى المدينة حيث وجد {الأنصار} يرحبون بهم ويدعونه ويؤوونه ، وكانت دعوته سليمة ثم سمح له القيام بهجمات دفاعيه ضد أعداءة ، ما لبث أن تحولت الى عمليات هجومية وزادت مساحة الأرض التي يسيطر عليها وزاد مؤيديه ، الي أن عادا الي مكة دون قتال .


وبن لادن يرغب أن يكون الشعب معه تماما كما كان مع "محمد" أذ انه ولد في مكة وجمع حوله عدد من المناصرين ،ثم ما لبث أن غادر الى السودان بعد ان ضيق عليه الخناق ثم الي أفغانستان ، وهو يحاول جاهدا الى اجتذاب الناس حوله بشنه المزيد من الهجمات هنا وهناك ، على أمل أن يعود يوما الي مكة دون مقاومة .


الأفكار الرئيسية للجهاديين تأتي من ثلاثة مصادرة رئيسية .


  •  محمد بن عبدالوهاب ... في القرن الثامن عشر أعاد تعريف التوحيد حيث سعى لوعظ الناس ومن كان لا يصغى له يقتل . وكان يشن هجماته ضد المسلمين نفسهم ، وكان أول ما قام به بعد أن تجمع حوله أناس كثيرين ، أن هاجم النجف في العراق وحرق الأضرحة وكره في الشيعة الي أن أصبح كرههم من أسس هذا الفكر .



  •  حسن البنا (1906- 1949م) .... لدية فكر يختلف حول كيفية تركيز الجهاد مع موافقته على أنه يتعين التركيز على ممارسة الإسلام بطريقة صحيحة. وأن معظم العالم الإسلامي بعد عن الإسلام ، وتأسست جماعة الأخوان المسلمين والتي بدأت على الفور بشن هجماتها على بريطانيا المحتلة لمصر ( ولحسن الحظ أو لسوئه ) غادرت بريطانيا بشكل سلمي قبل أن يبدأ البناء عمليات العنف ، لكن البنا حول العنف الي الحكومة المصرية القائمة ، لكنة تم اغتياله .

في الخمسينيات والستينات قام عبد الناصر بقمع تلك الجماعات الي فر بعضها إلي الدول العربية القريبة مثل سوريا وفلسطين والسعودية ، وكان لها بدايات جديدة هناك إلا أن محاربة الاحتلال بقيت هدفا رئيسيا لكل الجماعات الجهادية . وفي العام 1966 تم تجمع الآلاف من الإخوان المسلمين ونفذ في بعضهم الإعدام وهرب آخرون ،وقام آخرون بنبذ فكرة العنف .




  • سيد قطب .....عضو الأخوان المسلمين الذي جاء إلي أمريكا عام 1948م للدراسة في كلورادو ، وعاد وقد أصبح متطرفا بعد أن رأى طبيعة الحياة الأمريكية ، التي اعتبرها نموذج للانحطاط ، وبعد عودته وانضمامه للإخوان المسلمين سجن ، وكتب في "ظلال القران الكريم" و"معالم على الطريق" الذي يؤكد أن العدو الرئيسي للمسلمين هو الليبرالية والديموقراطية ، لأنهما تحد مباشر للإسلام كأسلوب حياه ، لاعتقاده بأن القوانين الاسلاميه هي الوحيدة التي يجب تطبيقها . وقد تم إعدامه عام 1966م . لكن شقيقة محمد قطب فر إلى السعودية وأصبح مدرسا حيث ان أسامة بن لأدن احد تلامذته .

أما حاليا فأنه بالنظر الي الجماعات الجهادية نجد أن "حماس" هو مجرد اسم جديد لجماعة الأخوان المسلمين في فلسطين ، لاحظ كيف يتطورون بمرور الوقت حيث يبدون بمهاجمة الجنود والمسئولين الحكوميين ، وعندما لا يتحقق الهدف يبدون بقتل الرجال والنساء والأطفال .


كذلك فأن الراحل "باساييف" كان ضمن الأشخاص الذين نفذوا حصار مدرسة بسلان ، حيث بدءوا عملياتهم بقتل الجنود والمسئولين الحكوميين ثم المعلمين والمواطنين العاديين ، وأخيرا أي مسيحي في روسيا.




"الجهاد" هم أحدى الجماعات المنشقة التي لا تتفق مع الأخوان في نبذ العنف ، وقد قتل أنور السادات عام 1981م ولم يتغير شي ، ثم بدأت عمليات قتل السياح الذين يدعون الحاكم المرتد ، ثم توالت الهجمات في الأقصر وشرم الشيخ وسيناء لان السياح يدعمون الحكومة المصرية ، وهذا أيضا يفسرا لهجوم على مبنى التجارة العالمي في نيويورك عام 1993م .


القاعدة بدأت أفكارها على أن الولايات المتحدة "بلد محتمل" ، وبدء الهجوم على أبراج الخبر في السعودية عام 1996م ، ثم ما لبث أن بدء التفكير في الهجوم في الولايات المتحدة نفسها ، وذلك بعد أن غادرت أمريكا (بيروت وعدن والصومال ) ، ثم بدء التفكير في إنشاء المجتمع الإسلامي في أفغانستان ، حيث بنيت المعسكرات وحاولت عقد معاهدة مع الباكستان لفترة قصيرة ، لتتمكن من بناء نفسها ، وهي تحاول الوصول الي مناطق الفوضى مثل الصومال ودار فور و الانبار وهذا امر مخيف حقاً .


هناك أمل حسبما جاء في مقال باتلاتنا للكاتب "لي هاريس" عندما كتب عن ايديولوجيا الخيال مثل النازية والفاشية والشيوعية .


هذه الأفكار تقوم على تخيلات ما تلبث أن تنشا دول على ذلك الخيال ، وقد تستمر لبعض الوقت ثم تنهار أمام التناقضات الذاتية ، وذلك للفهم الخاطئ للطبيعة البشرية وكيفية عمل العالم . فدولة مثل دولة طالبان لا يمكن أن يبقى طويلا طالما أن لا أحد يفهمها ولا طريقة عملها ، ومع ذلك فأنني على المدى القصير متشائم جدا ، ولكني متقاتل تماماً على المدى البعيد .







تمت الترجمه بتصرف ......   في الرياض 01 ذو الحجة 1427هـ






ليست هناك تعليقات: