الأحد، 14 أغسطس 2016

السلام عليكم ...

تمكن رجال الدفاع الجوي ( بحمد الله ) من اعتراض صاروخ باليستي اطلق على مدينة خميس مشيط مساء السبت ١٣ اغسطس ، وهذا الصاروخ هو رقم ١٢ من تلك الصواريخ التي يطلقها النظام الانقلابي في اليمن ، وتم اعتراضه لتوجهه الى احدى المدن السعوديه القريبة من الاراضي اليمنيه ( جازان ، نجران ، ابها ، خميس مشيط) ... علما انه سقط حوالي ١٠ صواريخ في مناطق غير مأهولة داخل السعوديه ... كما سقط اعداد اكثر داخل الاراضي اليمنيه وهي في طريقها الى الاراضي السعوديه ...
كل هذا يحدث ولم نسمع اي شيء من قبل المنظمات الدوليه والدول التي تدعي بانه يوجد انتهاكات لقانون الحرب الإنساني من قبل دول التحالف في اليمن ...
هل نسي هؤلاء كل بنود الاتفاقية الخاصه بقوانين وأعراف الحرب البريه ؟
لعلي هنا اذكر فقط بمادتين من الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية الصادرة في لاهاي في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1907 ....وهما ..
المــادة (25)
تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية أياً كانت الوسيلة المستعملة.
المــادة (26)
يتعين على قائد الوحدات المهاجمة قبل الشروع في القصف أن يبذل قصارى جهده لتحذير السلطات, باستثناء حالات الهجوم عنوة.

هناك نقطه هامه جداً حول تحديد الأهداف للقصف الجوي ، حيث ان الخطأ وارد عندما يستهدف هدف عسكري مشروع من قبل الطائرات ، وذلك لأسباب مختلفه ..
اما إطلاق الصواريخ البالستيه على مدن اهله بالسكان المدنيين فإنه مخالفه صريحه لقوانين الحرب والمادتين اعلاه ...

خصوصا اذا عرفنا ان نسبة الخطأ (CEP)  (Circular error probable)
في صواريخ سكود اليمنيه ( لديهم نوعين ... سكود B ' C) يتراوح الخطأ بين ٤٥٠ الى ٧٠٠ متر ... ( اي ان الصاروخ قد يبعد تلك المسافه عن الهدف المراد قصفه) علما بان اطلاقها يتم لاستهداف المدنيين في المقام الاول فليس مهما لديهم اين تسقط ؟ ولا يوجد في اذهانهم أهداف عسكريه للاستهداف ..

اين تلك المنظمات والوسائل الاعلاميه عن ذلك ؟ لماذا لم نسمع عن استهداف تلك الجماعات للمدنيين ؟؟ 

هم في الواقع لا يعرفون انه يوجد قانون دولي الحرب يمنع تلك الممارسات عوضاً عن تطبيقها ...
ولو كانوا يعرفون القانون الدولي وملحقاته لما جندوا الأطفال وارسلوهم لجبهات القتال .. 

بن جديع ...

الجمعة، 10 أبريل 2015

الوزير ظريف .... ظريف بحق ...

الوزير ظريف .. ظريف بحق ...

جاء في صحيفة الوفاق الالكترونية الايرانيه اليوم الجمعه ١٠ ابريل ٢٠١٥ ان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الرئيس الباكستاني في اسلام أباد قال " انه من الضروري ان لا تتدخل الدول الاخرى في قضية اليمن "
وبن جديع رأى في هذا التصريح ان للوزير الإيراني من اسمه نصيب ، فهو لا شك لم يكن يقصد تماماً ما قاله الا من باب الظرف ( الظريف هو من فيه فُكه ودعابه) وهكذا هو السيد الوزير ، وذلك للاسباب التاليه ...
اولا ...ايران دوله ليس لها علاقه بالدول العربيه حتى ولو جاورتهم جغرافيا ، فالثقافة والقيم والمذهب والعادات والتقاليد تختلف تماماً .. وهي دولة اجنبيه وينطبق عليها ما قاله الوزير .
ثانيا ... ايران دائمة التدخل في قضايا المنطقه ، واليمن ليس الا احد الدول التي عبث بها وبأمنها المال الإيراني وامال السيطره واحلام الهيمنه الفارسية ... لبنان والعراق وسوريا والضفه الغربيه وعدد من الدول الافريقية عانت قبل اليمن .. فماذا يعد ذلك يا سيد ظريف ؟
ثالثا ... تخصصت ايران في دعم فئات استعبدتهم وجندتهم للحرب بدلا عنها ، فهم من يقتل ويعاني ويلات الحروب ، وتشرد عوائلهم وتهدم منازلهم وتدمر بنى تحتيه لدولهم في وقت تقف فيه ايران متفرجه حتى يحترق ذلك الكرت ، الغريب ان اتباعها لا يتعضون ممن سبقوهم ...
فحزب الله الذي حركته فترات متعدده ضرب مرات ومرات من قبل اسرائيل الى درجة تغيرت فيها الاتجاهات لديهم ، واتجهت قوات الحزب شرقا لقتل السوريين بدلا من جنوبا حيث توجد اسرائيل التي قتلت الآلاف منهم ، وتغيرت لديهم المفاهيم حيث ان الهزيمه والخزي والعار الذي ألحقته بهم اسرائيل اصبح نصرا ومقاومه ...
ثم حركت ايران حماس وحدث لها أسوأ مما حدث لحزب الله ، ولم يقم لها قائمه بعد ذلك .. ولا يزال يعاني القطاع بسبب التدخلات الايرانيه التي وقفت تتفرج على المآسي التي حلت بالمواطنين العزل هناك ...
في العراق وسوريا الكل يشاهد ماذا يحدث على الارض  ؟ هم يرتمون في الأحضان الايرانيه ويتهمون غيرهم بذلك ، يدعون المقاومه لإسرائيل بقتل مسلمون في دول اخرى ...
ايران تتدخل في كل الدول وتطالب الآخرين بعدم تدخل أطراف خارجيه !! عجيب هذا الفهم الفارسي ...
أليس كل ذلك تدخلات خارجيه يا سيد ظريف  ؟
تدخلت الدول في اليمن لتنميته وبناء المنشئات التي تساهم في تحسين الوضع المعيشي باليمن ، ولما دخلت ايران لليمن حملت معها الطائفيه والسلاح والفتن والقلاقل ...
ولما تدخلت الدول لمنع ما تقوم به ايران ومن معها والحفاظ على أمنها ، زاد صراخ ظريف واعوانه ، ورفع الايرانيون ايديهم عن اليمن وتركوا اعوانهم يحترقون بالنار التي اشعلوها ...
مشاريع ايران فاشله ، ومناصريها بكل غباء مستمرون في تصديق أكاذيبها ..
بن جديع غفر الله له ....

الأحد، 20 يوليو 2014



1.     مقدمة ...منذ أن ظهر مفهوم القوه الناعمة بمفهومه الحديث الذي بدأ بطرحه الدكتور جوزيف س. ناي عميد كلية كنيدي للدراسات الحكومية في جامعة هارفارد ، ورأس مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركية ، وكان أيضاً مساعداًُ لوزير الدفاع الأمريكي في عهد إدارة الرئيس بيل كلينتون ... منذ أن ظهر ذلك المفهوم في كتابه (القوه الناعمة Soft Power ) الذي صدرت طبعته الأولى في العام 2004م كثر التنظير حول القوى الوطنية بشكل عام ، والاستخدام الأمثل للقوى الناعمة لتحقيق نفس الأهداف الوطنية أو في دعم القوى الوطنية الأخرى بشكل خاص...مع إن الفكرة ظهرت للكاتب نفسه في العام 1990 م في كتاب له باسم (The Changing Nature of American Power) (الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية)..ولكن بصورة عابره دون تركيز عميق .
وحتى نتعرف على القوه الناعمة لا بد من إلقاء الضوء سريعا على القوة الوطنية لأي دوله ، مع انه يمكن لعناصر تلك القوه أن تزيد أو تنقص حسب المنظرين السياسيين والاستراتيجيين ، ولكن ما سيتم التطرق له هو ما اتفقت عليه كل الدول تقريباً.
ما هي القوة الوطنية ؟ هناك تعريفات متعددة ومنها :
يرى جورج مودلسكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة واشنطن بأنها " قابلية الدولة في استخدام الوسائل المتوفرة لديها من اجل الحصول على سلوك ترغب أن تتبعه الدول الأخرى " .
كما عرفها "فيريس" بأنها (القدرة والتأثير على الآخرين في وقت السلم والحرب) .
كما عرفتها " مارجريت بال " بأنها ( القدرة على تحقيق الأهداف سواء كانت بوسائل سياسية أو اقتصادية أو نفسيه أو أي وسيلة أخرى ).
القوة الوطنية ( حسب الموسوعة السياسية) "هي مجموع أدوات الضغط والإكراه والتدمير والبناء التي تستخدمها الإرادة والذكاء السياسيان المرتكزان على مؤسسات وجماعات من اجل السيطرة على قوى أخرى وإرغامها على القبول بنظام معين او كسر مقاومه أو الوصول إلى تسوية أو تحقيق توازن بين القوى الموجودة على ساحة الصراع "[1]
لكنني أرى أن القوة الوطنية هي "قدرة دوله ما على دفع دولة أخرى لتغيير سلوكها وتصرفاتها ، والرضوخ للإرادة الوطنية لتلك الدولة "
أما لماذا تستخدم القوة الوطنية ؟ الدول تستخدمه قواها الوطنية لحفظ امن مواطنيها وسلامة ترابها وأراضيها ومكتسباتها الوطنية من التهديدات الخارجية (هذا حق مشروع لجميع الدول ، ولهذا فان جميع الدول تعد قواتها المسلحة ومواطنيها للتصدي لأي اعتداء ، وتصرف على تسليح قواتها المبالغ الكبيرة استعدادا لصد أي معتدي ) ...[ انظر الجدول المرفق].
يتم اللجوء للقوه كوسيلة ضغط تلجأ إليها الأطراف الدولية أو الإقليمية المتصارعة أو المتنافسة لغرض الردع أو حماية المصالح الحيوية ....
كذلك يتم استخدام القوة الوطنية لانتهاز الفرص وفرض الهيمنة وإخضاع قوى أخرى للإرادة الوطنية  ....(تبرز هنا جوانب أخلاقيه وإنسانيه ، كما ان المجتمع والقانون الدولي لا تؤيد ذلك ، إضافة الى انه دائما توجد دول أخرى تنافس أخرى لتحقيق مصالحها التي قد تتضارب مع بعضها البعض ، وهي أمور تزيد من المخاطر والصعوبات التي تواجه أي دولة تسعى للهيمنة والسيطرة أو تبحث خارج حدودها لمصالح وطنية أو لتحقيق أهداف حيوية).


نسبة الصرف على القوات المسلحة من الناتج القومي لبعض الدول [2]

ت
الدولة
نسبة الصرف على القوات المسلحة من الناتج القومي
الناتج القومي
بالدولار الأمريكي
1
ألمانيا
1.5 %
2.811 تريليون
2
فرنسا
2.6%
2.11 تريليون
3
اسبانيا
1.2%
1.368 تريليون
4
ايطاليا
1.8%
1.76 تريليون
5
المملكة المتحدة
2.4 %
2.149 تريليون
6
الصين
4.3%
8.789 تريليون
7
الولايات المتحدة
4.1 %
14.26 تريليون
8
روسيا
3.9%
2.116 تريليون
9
اليابان
08%
4.137 تريليون
10
البرازيل
1.7%
2.025 تريليون
11
الهند
2.5%
2.56 تريليون
12
الباكستان
3%
449.3 بليون
13
جنوب إفريقيا
1.7%
495.1 بليون



نسبة الصرف على القوات المسلحة من الناتج القومي لبعض دول الشرق الأوسط [3]

ت
الدولة
نسبة الصرف على القوات المسلحة من الناتج القومي
الناتج القومي
بالدولار الأمريكي
1
تركيا
5.3%
863.3 بليون
2
ايران
2.5%
876 بليون
3
مصر
3.4%
471.2 بليون
4
السعودية
10%
585.8 بليون
5
سوريا
5.9%
100.7 بليون
6
إسرائيل
7.3%
206.8 بليون
7
الإمارات
3.1%
201.4 بليون
8
عمان
11.4%
69.48 بليون
9
السودان
3%
92.81بليون
10
ليبيا
3.9%
95.88 بليون
11
الجزائر
3.3%
239.6 بليون
12
المغرب
5%
146.7 بليون



2. عناصر القوة الوطنية ...وتسمى أحيانا القوى الشاملة للدولة.
     أ. القوة السياسية ....وهي القدرة على تنظيم كل عناصر القوى الوطنية لتحقيق الرغبات والأهداف الوطنية ، وحماية جميع العناصر الأخرى وإدارتها والسعي لتحقيقها من خلال التمثيل الدبلوماسي وعقد الاتفاقات والمفاوضات ، والتداخل مع أطراف خارجية أو منظمات دولية غير حكومية أو الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة ، تحقيقاً للمصالح والتطلعات الوطنية .

     ب. القوة الاقتصادية ....القدرة على شراء أي سلعة مطلوبة ، ومنع العدو من القيام بنفس الدور ، وذلك بوضع سياسات اقتصادية ونقدية مؤثره في الغير ، كما يجب إجراء ترتيبات وسياسات ومفاوضات تجارية تؤثر في الأنشطة التجارية الدولية بشرط أن لا تؤثر على الوضع الداخلي للدولة ، والقدرة على دعم جميع عناصر القوة الوطنية الأخرى.

     ج. القوه العسكرية ....وهي القدرة على الدفاع عن الدولة ، وردع أو تدمير أي تهديد محتمل ، وتحقيق أي أهداف وطنية تم تحديدها من القيادة السياسية.

     د. القوه المعلوماتية ....وهي القدرة على إيضاح و تقييم المخاطر ، وتحديد الفرص ، وبيان التكاليف المحتملة ، وقياس ردود الفعل ، والتأثير على طريقة التفكير للأصدقاء والأعداء على حد سواء.

في الفكر السياسي والاستراتيجي والعلاقات الدولية تم تصنيف القوه الاقتصادية والعسكرية المستخدمة ضد دول أخرى بأنه استخدام للقوه "الخشنة" ويتم تطبيقه دائما بمفهومي ( الجزرة...[من خلال الهبات أو العقوبات أو تنفيذ سياسات اقتصادية معينه ] أو العصا [ ويتم بالإجبار أو التدخل أو التهديد أو الاحتواء أو المنع ]..

أما القوى الناعمة فهي تلك الجهود التي تقوم بها الدولة لزيادة تأثيرها في الآخرين بما تملكه من وسائل لتجذبهم إليها أو تطردهم عنها ...


3. القوه الناعمة .... رأى جوزيف س. ناي في كتابه القوه الناعمة..ان القوة العسكرية والاقتصادية ، كقوى وطنية (صلبه...او خشنه) لم تعودان كافيتان للهيمنة او السيطرة على الغير ، لذا فهو يدعو الولايات المتحدة الأميركية الى استخدام قوة غير عسكرية في الترويج والترغيب لأفكارها وسياساتها...ودفع الدول للامتثال لها والاقتداء بقيمها أو إتباعها إعجاباً ، أو تقليداً لنموذجها أو تطلعاً للوصول الى مستوى ازدهارها ورفاهها وانفتاحها أفضل بكثير من إرغامها عنوه على التغيير من خلال التهديد أو استعمال القوى الوطنية الأخرى للتغيير المطلوب نفسه.
وقد عرفت القوة الناعمة بأنها "القدرة على تشكيل ما يريده الآخرون" وأساسها الإقناع بالفكر والقيم والثقافة وأداء المؤسسات لخدمة الناس والاهتمام بحقوق الإنسان  ، في حين أن القوة الصلبة هي "القدرة على تغيير ما يفعل الآخرون".
في الغالب أدوات القوه الناعمة هي خارج سيطرة الحكومات ، لذا فقد تعمل في اتجاه معاكس لاتجاه الجانب الحكومي ، فعلى سبيل المثال تقوم الاله الهوليودية في الولايات المتحدة بإنتاج أفلام قد تسيء علاقات الولايات المتحدة مع بعض الدول الحليفة لها ، وتزداد المشكلة عندما لا تتفهم الحكومات الأخرى لطبيعة علاقات الحكومة الأمريكية مع القطاع الخاص والتجاري ، مع انه قد تقوم الحكومة بإرغام قطاع ما بأعمال تخدم التوجه العام لسياسة الدولة كأن يتم إجبار قنوات إخبارية خاصة بتبني أو الترويج لأفكار وأطروحات الجانب الحكومي لأي دولة .
ترتكز القوه الناعمة على عدة إبعاد هامه  ...
أ‌. البعد الثقافي ....هناك مواطن ثقافيه خلاقه وذات قيم عاليه تكون لها قدرة جذب للآخرين ، وعلى العكس تماما فان بعض الثقافات ذات القيم الضيقة والمحدودة لا تشكل قوة ناعمة لأي دوله ولا تجذب لها أحداً. مع ملاحظة انه يجب التمييز بين الثقافة العليا التي تهتم بها النخب الثقافية مثل التعليم والأدب والفن ، وتلك التي تسمى الثقافة الشعبية التي تركز على إمتاع الجماهير كالسينما والغناء وبعض أنواع المأكولات او الملبوسات...مع ان المجتمعات تختلف في قبول او رفض الأداة نفسها ، فالأفلام الأمريكية قد تكون قوة ناعمة للولايات المتحدة وقوة جذب في الصين او روسيا او الهند ، ولكنها ليست كذلك ولا تحضى بنفس التأثير في مجتمعات أخرى كالسعودية والباكستان .
كذلك فان النقد الذاتي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الأفلام التي تنتجها هوليود قد يكون مصدر جذب للغير ، لأنه يعكس بعدا عن قوة وثقة المجتمع الداخلي بنفسه وحريته التي سمحت بنقد قد يكون لاذعا وجارحا بدرجة ما . فمثلا قامت الحكومة التشيكية التي كانت شيوعية في يوم ما بإدخال فيلم أمريكي بعنوان "دزينة رجال غاضبين" وذلك لأنه كان يصور المجتمع والمؤسسات الأمريكية بصفة قاسية بل وسيئة للغاية . ولكن كانت النتيجة عكسية على المثقفين والمواطنين التشيكيين الذين رءوا المجتمع الأمريكي بايجابية ، وقرروا ان الحكومة الأمريكية قوية ومتماسكة ، لأنها سمحت بنشر مثل ذلك الفيلم عنها .
    ب.القيم السياسية ...التطبيق المخلص لقيم سياسية معينه داخليا مع الأحزاب والمنظمات المختلف معها ، او من خلال الوفاء بالوعود والالتزامات للمجتمع والمواطنين ، والعمل على الرفع من مستوى المعيشة ورفاه المواطن .
     ج. السياسات الخارجية ...الالتزام بالصدق والنزاهة والشرعية ، وان تكون أبعادها الأخلاقية نموذجية للاحتذاء بها ، والمشاركة بفعالية في المنظمات الدولية ، ودعم مشاريع التنمية للدول الفقيرة ، والمساهمة مع بقية الدول في رفع الظلم والاضطهاد من على كاهل الدول الصغيرة او الشعوب المقهورة .

جميع الدول عليها النظر في نوع القوه الوطنية التي تستخدمها ضد الغير بناء على معطيات متعددة ، وقد وضع الدكتور جوزيف نموذجا يمكن استخدامه من قبل صناع القرار ومسيري السياسات كمرشد إثناء التعاطي مع إستراتيجية ما :[4]



النوع
نمط السلوك المتبع
كيفية الاستخدام
السياسات الحكومية
القوه العسكرية
الإرغام
الردع
الحماية
القوه العسكرية
القوه
دبلوماسية القسر
الحرب
التحالف
القوة الاقتصادية
الإقناع
الإرغام
الرشاوى
العقوبات
المساعدة
الرشاوى
العقوبات
القوه الناعمة
الجاذبية
وضع جداول
القيم
الثقافة
السياسات
عمل المؤسسات
الدبلوماسية العامه
الدبلوماسية الثنائية (بين الدولتين)
الدبلوماسية متعددة الاطراف(مشتركة مع دول اخرى)

4. قوى ناعمة لدول مختارة ...
   أ. ألمانيا ...قدراتها الصناعية المميزة في المكائن وصناعة السيارات الفخمة ، قدرتها على التصالح مع الدول التي كانت تعاديها لقرون طويلة ، منتخبها القومي .
   ب. فرنسا ... صناعات الأزياء والعطور والموضة ، إمكاناتها السياحية ، متاحفها وفنونها الجميلة ، جامعاتها ومعاهدها المميزة ، المطبخ الفرنسي المميز جدا .
   ج. اليابان ... صناعاته المميزة مثل (تويوتا ..هوندا.. سوني.. ميتسوبيشي ) قدراتها الصناعية للمعدات الصناعية والإنشائية ، حجم مساعداتها للدول الفقيرة ولمشاريع الأمم المتحدة الانمائيه ، تعدد براءات الاختراع ...السوشي.
   د. الصين ... التاريخ العادات التقاليد العريقة ، القدرات الصناعية الصاعدة ، السياسة الخارجية المتوازنة ، المطبخ الصيني العريق .
   هـ. روسيا ... الآداب والفنون والروايات الروسية ، الجامعات والمعاهد المميزة ، التقاليد القيصرية العريقة .
   و. أمريكا ...التفوق التقني والصناعي ، القيم الديمقراطية والتنوع الديني والعرقي والحرية ورفاهية المواطنين ، الجامعات والمعاهد العريقة المميزة ، التفوق الإعلامي والسينما والموسيقى ، المطاعم السريعة والكوكاكولا والجينز.

5. القوى الناعمة السعودية ...
     يوجد عدد من القوى الناعمة التي تحضى بها السعودية ، ولم يتم استخدامها او توظيفها بالطريقة المناسبة لخدمة أهداف المملكة الوطنية او لدعم تحقيق المصالح العليا للدولة ..ومنها :
أ‌.        الانتماء الديني والتعلق بالمشاعر المقدسة ...وجود الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين في المملكة أضفى ميزه تنفرد بها المملكة عن بقية دول العالم خصوصا الإسلامية منها ، حيث أن الملايين يأتون للمملكة لتنفيذ بعض الشعائر الدينية وذلك بالتردد على بعض الأماكن ، فان العمل من خلال ما يقدم لهم من خدمات وما يلقى عليهم من مواعظ ومحاضرات ودروس يعد قوه ناعمة مميزه ، تظهر بوضوح عندما يأتي ذكر المملكة في المحافل والفعاليات التي يشارك بها ، ولعل مشاركة عدد كبير من الدول بجيوشها للدفاع عن حدود المملكة عندما قام العراق بغزو الكويت وهدد حدود المملكة عام 1990م ، يعد ذلك من أكثر الشواهد على مكانة المملكة الدينية والسياسية لدى الكثير من دول العالم ...
ب‌.   طلاب البعثات الدراسية في الجامعات السعودية ...يتواجد في المملكة كل عام عدد كبير من الطلاب التابعين لعدد من الدول، وحيث انه يتم اختيارهم بشكل دقيق في بلدانهم للوصول الى الجامعات السعودية ومعاهدها ومدارسها المختلفة ، فهم نخبه سيعودون الى بلدانهم لاحتلال مناصب رفيعة ، بل ان للكثيرين منهم أقارب يحتلون بالفعل مسؤوليات ما ، وعودتهم الى بلدانهم محملين بذكريات جميله سيدفعهم للتعاطف والتعاون الايجابي في أي شأن يخص المملكة..لذا فانه يلزم أعداد برامج خاصة بهم لتعريفهم بعادات وتقاليد وقيم المملكة ومواطنيها ، ولإيضاح سياسات المملكة ومواقفها المختلفة في القضايا المشتركة مع بلدانهم .
ج. العمالة الوافدة ....يتواجد بالمملكة أعداد كبيره من العمال التابعين لعدد كبير من الدول ، وعند انتهاء فترة بقائهم بالمملكة سيعودون الى بلدانهم حاملين معهم ذكرياتهم عن فترة بقائهم مهما كانت تلك الذكريات ، لذا فان وجود هذا الكم الهائل يعطي الفرصة لزرع ولاءات معينه في أذهانهم ، وكلما كانت ذكرياتهم جميله باحترام الاتفاقات المبرمة عند التعاقد وحسن التعامل معهم وإعطائهم حقوقهم ومنع الظلم والضيم عنهم ، اثروا في صناع القرار في دولهم بشكل ايجابي ينعكس على سياسة بلدانهم ضد المملكة والعكس صحيح ...
6. الخلاصة ... القوتين (الصلبة والناعمة ) مترابطتين مع بعضهما لأنهما يعبران عن قدرة دولة ما على الوصول الى الأهداف المرجوة وتحقيق التأثير المطلوب في سلوك الدول الأخرى ..البيئة المحيطة بدولة ما من حيث مصادر تهديد أمنها الوطني ، وقدرات الدول المجاورة لها ، والظروف الإقليمية والدولية والتنافس على المصالح الحيوية ثم القدرات التي تتمتع بها دولة ما هي من يحدد نوع القوه الوطنية وأسلوب استخدامها .
كما انه يتطلب دوما التخطيط الدقيق لاستغلال القوى الناعمة بشكل أنجع ، والتأكد من عدم وجود تعارض بين توجهات السياسة العليا للدولة وما قد يؤثر سلبا على قبول الأطراف والدول المطلوب تغيير سلوكها .  


  محمد بن يحي الجديعي





[1] . الموسوعة السياسية ، الجزء الرابع ، عبدالوهاب الكيالي ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، الطبعه الثانيه ، 1990م (ص 824)
[2] . موقع وكالة الاستخبارات الأمريكية على شبكة الانترنت ، يوم الجمعة (23 يوليو 2010م ..مساءً) بتصرف .
[3] . موقع وكالة الاستخبارات الأمريكية على شبكة الانترنت ، يوم الجمعة (23 يوليو 2010م ..مساءً) بتصرف .
4. Joseph s.nye,jr.(the means to success in world politics) , first edition,2004. P31.