الخميس، 25 أكتوبر 2012


هل تخلوا عباداتنا من الرياء ؟

 

كل ما شاهدت رسائل التذكير ببعض العبادات ، حمدت الله ان هناك من يقوم ببعض الشعائر غير المفروضة ، ولكن عندما تزداد التساؤلات حول عدم القيام بتلك العبادات (هي من السنن ..او الاعمال المحببه ...لأن البعض لم يثبت ان الرسول عليه الصلاة والسلام قام بها مثل 9 ايام من ذي الحجة )  ، او عندما ارى اغلاقاً جبريا للمطاعم والكافيتريات ، يبدأ تفكيري في ان هذه الظاهرة اما ان تكون تنطعا في الدين ،او عدم فهم به ، او انها دخلت في باب الرياء والتباهي بأداء بعض النوافل  ...

لدي زميل عزيز متدين بدرجة ما ، وهو من دعم تدينه بالعلم الشرعي فهو حاصل على شهادة الماجستير من جامعة الامام ، هذا الزميل لا احد يعرف من جميع جلسائه بانه يؤدي شعيره ما تطوعاً الا من خلال ملاحظة بعض تصرفاته ، فهو مثلا لا يرفض طلب الشاي او القهوة له كما يفعل الكثيرين بحجة الصيام ، ولكنه يقبل ما يقدم له ويتركه على المنضده دون ان يمسه ...،وان دعي لوليمه وهو صام اعتذر بانه معزوم او مشغول لا يستطيع التلبية ، هكذا هو يمارس عمل يرى انه علاقة خاصة بينه وبين ربه ، الغريب ان الجميع يعرف الحديث القدسي الذي يحدد تلك العلاقة "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه] ...

انا بالفعل اتمنى ان يكون تعاملنا مع النوافل من العبادات بتلك الطريقة ...لأن الرياء الذي نشاهده اصبح ظاهره واضحة للعيان ،بل ويتباهى البعض بعملها ...والاكثر غرابه اننا نعرف الاحاديث التي تحذر من الرياء ومنها ما يلي ...

روى مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعا: " أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فيؤتى به فيعرفه الله تعالى نعمه عليه فيعرفها فيقول الله تعالى له ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن فيك، فيقول له الحق تعالى كذبت ولكنك علمت ليقال عالم، وقرأت ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فيحسب على وجهه حتى ألقى في النار".

وروى الإمام أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي مرفوعا: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا؟ وما الشرك الأصغر قال: الرياء، يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ..

اتمنى من الله سبحانه ان لا يحرم الصائمين من الاجر ، وان يغفر لبعضهم جهلهم وان لا يمحق الرياء اعمالهم ...بالمناسبة فان كثافة الرسائل التي تحث على بعض اعمال الخير تذكرني بان لدينا شعب متطوع موسمياً ..

عيدكم مبارك

محمد بن يحي الجديعي

محايل عسير التاسع من ذي الحجه 1433هـ

ليست هناك تعليقات: