الثلاثاء، 29 مايو 2012

ما سر صمود النظام السوري ؟!!


سألني صديق عن  تقييمي للوضع الحالي بسوريا ، وحيث أنه سبق أن كتبت عدة مقالات في هذا الشأن ، فأنني سأركز على إجابة السؤال أعلاه ؟!!!!

 ارى إن صمود النظام هو نتيجة طبيعية لما يدور في المنطقة بشكل عام من صراعات ، فهناك عدة دول لا ترغب أن ترى النظام السوري يتهاوى , فروسيا تقف بقوة بجانب النظام سياسياً وعسكرياً وتمده بالمعدات والأسلحة والخبراء لأنه النظام الوحيد الباقي في المنظومة العربية بالإضافة إلى الجزائر الذي يسمح بأن ترسو السفن الحربية الروسية في موانئه ،وهما من يشتري الأسلحة والمعدات الروسية ، كما أن سوريا أصبحت الأرض التي تحقق فيها روسيا انتصارات ومكاسب سياسية على الدول الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة الضعيفة جداً في سياساتها الخارجية كما يحدث دوما في إدارة الديمقراطيين .

من جهة أخرى فأن أمريكا وإسرائيل غير جادتين في إسقاط النظام السوري لعدم معرفة القادمين الجدد الذين قد يصعدون الموقف الأمني على الحدود مع إسرائيل التي قد تنشط حسب نوع وأيديولوجية القادمون في ظل الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المستمر منذ عام (1967م) ، وقد نُشر في وثائق (ويكيليكس) في (18 أبريل 2011م) أن سوريا تعرضت لقصف في (09 سبتمبر 2007م) دُمر فيه ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري ، ومع ذلك فالنظام السوري لم يحرك ساكناً مع أنه يمتلك قدرات صاروخية كان بالإمكان استخدامها كرد انتقامي  تماما كما حدث في مناسبات سابقة.

 هناك أيضاً لاعب مشاغب في المنطقة يعتبر سقوط النظام السوري كارثة حقيقة عليه ، وهو النظام الإيراني الذي يدعم النظام بكل الوسائل الممكنة لمنع سقوطه بما في ذلك دفع بعض القوى مسلوبة الإرادة ( حزب الله ، التيار الصدري ) والتي تتبع طهران وتأتمر بأمرها لدعم النظام السوري بالمقاتلين والأسلحة .

كما أن الخوف من استغلال بعض القوى كالقاعدة لحالة الفوضى التي ستنشأ في حال سقوط النظام يشكل هاجساً كبيراً لعدد من الدول خصوصاً أن قوى المعارضة السورية غير متفقة مع بعضها على كيفية إقامة نظام جديد مع أنها (قوى المعارضة) تنفي دوماً اختراقها من قبل القاعدة , وأخيراً فإن ميزان القوي مختلف تماماً حيث أنه في الوقت الذي تقاتل فيه قوى المعارضة النظام دون دعم بالعتاد والذخيرة فأنه يتم تسليح النظام بآفتك الأسلحة وبمعدات متطورة من دولة عظمى (روسيا) , أما جهود الأمم المتحدة بقيادة (بان كي مون) ومجلس الأمن بمبعوثه (كوفي عنان) فلا يُعول عليها كثيراً في إيقاف المجازر التي تحدث على أقل تقدير.
الامل الوحيد لتغيير حقيقي على الارض يكمن في تحرك تركي فاعل مدعوم برغبة جادة من حلف الاطلسي ،وربما ان التغيير الرئاسي في فرنسا قد يدفع هولاند الى ان يتصرف بايجابية كما فعل سلفة في ليبيا ...

 تلك العوامل وغيرها هي من أسرار عدم سقوط النظام حتى الان ، وطالما استمر الوضع كذلك فلن يسقط مهما حاولت قوى أخرى تتمنى أن ترى ذلك النظام أثراً بعد عين . ....  

محمد بن يحي الجديعي
الثلاثاء, 8 . رجب 1433 هـ الموافق لـ 29 مايو 2012

ليست هناك تعليقات: